كثفت إيران في الآونة الأخيرة من جهودها الدبلوماسية على الصعيدين السياسي والعسكري لتأمين محيطها الإقليمي في ظل تواتر الأنباء عن تقدم كبير حققته في برنامجها النووي، واحتمال تعرضها لضربة عسكرية كبيرة مصدرها إسرائيل.
فقد تم اليوم الاعلان في بكين عاصمة الصين عن اتفاق مبدئي بين إيران والسعودية لأستئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين كأقصى مدة؛ وقد اعتبر مسؤولي البلدين هذا الاتفاق تعزيزا للاستقرار والسلام الإقليمي. من جملة الأمور التي اتفق الطرفين عليها، احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتفعيل اتفاق التعاون بينهما الذي عقد في نيسان عام ٢٠٠١م بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى في مجال الاقتصاد والسياحة والتعليم وغير ذلك، كانت قد جمدت في وقت سابق بسبب الخلافات العميقة بين الطرفين.
وبحسب بعض المحللين السياسيين قد يكون لهذا الاتفاق تأثير مباشر في مجريات أزمتي سوريا والعراق فيما لو التزم الطرفان بمضمون هذا الاتفاق.
في الأيام المنصرمة كانت هناك زيارات دبلوماسية لوزير الخارجية الإيراني إلى كل من أنقرة ودمشق، بالإضافة إلى زيارة مرتقبة لموسكو؛ حيث تشير تقديرات المحللين إلى أن إيران تحاول حل خلافاتها مع محيطها الإقليمي تحسبا لحرب واسعة محتملة مع إسرائيل التي قد تقدم على ضرب محطاتها النووية، وما ينبئ بهذا الأمر التصريحات النارية للمسؤولين الإسرائيليين كان آخرها لنتنياهو الذي أشار إلى ” احتمال اندلاع حربا نووية مرعبة إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا…”. هذه التطور في المواقف يجعل الشرق الأوسط مفتوحا على الكثير من الاحتمالات التي تبدو بعيدة عن تحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي.