شرعنة الاحـ ـتلال كشرط للتطٕـ ـبيع مع حكومة دمشق
تحاول الدولة التركية بشتى الوسائل تقديم أية ذريعة لتبرير احتلالها لأجزاء من شمال سوريا لإرضاء الداخل التركي الذي باتت يشكك في المشروع الاحتلالي لسلطته، وتحييد موقف الحكومة السورية من الاحتلال الذي بات يتصلب في موقفه تجاه ألد أعدائه من تنظيمات الإسلام السياسي المتطرف المتواجدين في المناطق المحتلة تحت حماية جيش الاحتلال التركي.
وفي معرض إجابته على سؤال متعلق بتقييم موقف دمشق من الاحتلال التركي أجاب وزير الدفاع التركي بأن تركيا تريد من النظام السوري “أن يتفهم موقفه من وحدات حماية الشعب” الذي يعتبره “تنظيما إرهابيا” على الرغم من أن هذه الوحدات لم تنفذ أية عملية ضد تركيا، ومعظم عملياتها الأخرى كانت في إطار الدفاع عن النفس، كما أنها منخرطة في تحالف مع حلفاء تركيا الغربيين في إطار محاربة الإرهاب.
من جانبه اعتبر كامل الأزهر، عضو مكتب علاقات مجلس سوريا الديمقراطية، أن أنقرة تسعى لشرعنة دخولها إلى سوريا من خلال التطبيع مع النظام، معتبرا ذلك “تقارب من أجل المصالح ولا يخدم الشعب السوري بشيء”.
من ناحية أخرى يشير بعض الخبراء السياسيين في شمال وشرق سوريا إلى أن تركيا تحاول عبر خطوة تكتيكية دفع حكومة دمشق إلى ارتكاب خطأ استراتيجي بشن حربا بالوكالة على مناطق الإدارة الذاتية وتهميش عملية إعادة السيطرة على شمال غربي البلاد؛ الأمر الذي قد يرتد سلبا على حكومة دمشق خاصة بعد تطور القدرة القتالية لقوات سوريا الديمقراطية، ووجود قوات التحالف الدولي في المنطقة، بالإضافة إلى عدم رغبة روسيا في تعطيل قنوات التواصل الدبلوماسي بين حكومة دمشق وحكومة الإدارة الذاتية للتنسيق في بعض الملفات الحيوية التي تهم الطرفين. وسيكشف نتائج الاجتماع الرباعي المزمع عقده في موسكو بمنتصف الشهر الجاري جزء من حقيقة السياسات التي تحاك تحت الطاولة.
#ADARPRESS