ألمانيا الوجهة المفضلة لهجرة الأطباء السوريين
تمتاز ألمانيا بجاذبية كبيرة لدى العاملين والدارسين في المجال الطبي؛ حيث تنتشر الكثير من مراكز تعليم اللغة الألمانية (غوته) في معظم المناطق السورية بدون استثناء. وهذا ما أكد عليه بحث نشره موقع (مونت كارلو الدولية) أشار إلى أن الأطباء السوريين شكلوا المجموعة الأكبر من الأطباء الأجانب الممارسين في ألمانيا. وبحسب هذا البحث فقد منحت ألمانيا عام ٢٠٢٠م تسهيلات لاستقبال العمال الأجانب على أراضيها لتعويض النقص الحاصل في اليد العاملة الماهرة لديها، وبحسب التقرير السنوي الصادر عام ٢٠٢٢م عن مجلس خبراء المؤسسات الألمانية للهجرة والاندماج، “هناك حاجة للعاملين المهرة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية.”.
ويربط العديد من المتابعين موضوع هجرة الأطباء والممرضين بالأزمة التي تمر بها البلاد، ورغبة العديد من الأطباء تطوير خبراتهم ورفع مستواهم الأكاديمي بسبب تدهور الواقع التعليمي في الجامعات السورية؛ ويبدي الكثير من السوريين مخاوفهم من استنزاف العاملين في مجال الرعاية الصحية من مختلف المناطق السورية، حيث تزداد الحاجة إليهم بسبب تداعيات الأزمة السورية على صحة المواطنين النفسية والجسدية، حيث هناك إصابات يومية من مخلفات الحرب وأنتشار الأمراض الإلتهابية والتنفسية المختلفة والكوليرا، والأزمات القلبية وغير ذلك. ويبقى الموقف من الهجرة متأرجحا بين أخلاق المهنة والوطنية، وبين الطموحات التي لا تجد بيئة لتحقيقها في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد.