ماذا يحدث في جنديرس؟
اتهم ناشطون تابعون لما يسمى الإئتلاف السوري المعارض “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها “أبو محمد الجولاني” بتدبير الهجوم الذي تعرض له أفراد عائلة كردية في ناحية جنديرس في عشية عيد نيروز، والذي تسبب بفقدان ٤ أشخاص لحياتهم وجرح عددا آخر، ومن ثم دفع بعض أنصاره من الكرد بشكل درامي لمناشدة الجولاني للتدخل وحماية سكان المنطقة من بطش المرتزقة؛ وفي موضوع متصل نفت ما تسمى “حركة التحرير والبناء” التي تشكل الواجهة السياسية لمرتزقة “أحرار الشرقية” أن يكون مرتكبي الجريمة من عناصرها.
من جانبها استغلت هيئة تحرير الشام الفرصة، وفرضت سيطرتها على الناحية مظهرة نفسها كمنقذة للسكان، دون مقاومة تذكر وأمام أنظار قوات الاحتلال التركي.
يؤكد العديد من الناشطين الذين يوثقون ما يجري في المناطق المحتلة على احتمال وجود مؤامرة خطط لها مسبقا وتم تنفيذها في ليلة عيد نيروز استنادا إلى المؤشرات التالية:
١.السرعة القياسية لتدخل وسيطرة قوات هيئة تحرير الشام على الناحية، وما كان ذلك ليتم لولا الاستعداد المسبق لهذه العملية.
٢.وجود مخطط مسبق لتسليم المنطقة إلى هيئة تحرير الشام والتي تتمدد بهدوء في المناطق المحتلة.
٣.العدد الكثير لاعلام حكومة إقليم كردستان العراق الجديدة نوعا ما والتي رفعت في موكب تشييع الشهداء، وفي المظاهرة التي طالبت بطرد المرتزقة، علما أن المرتزقة فتشوا معظم منازل سكان عفرين وقاموا بتمزيق ما وجدوه من اعلام، خاصة أن الكثير من الناشطين شاهدوا كيف قام قادة المرتزقة بتمزيق وحرق هذا العلم.
٤.معظم الشهداء من عائلة واحدة ويقطنون شارعا فرعيا، وفي العادة يقوم المرتزقة باعتقالهم ومن ثم طلب الفدية لاطلاق سراحهم.
٥.وصف المجلس الوطني الكردي لهذه العملية بالارهابية وهذه أول مرة يطلق مثل هذا النوع من الاتهامات منذ احتلال إقليم عفرين.
٦.مشاركة عددا من مسؤولي ما يسمى بحكومة المؤقتة في تشييع جنازة الضحايا؛ وهذه سابقة لم تحدث من قبل.
من جانبهم أكد عدد من السياسيين المنحدرين من عفرين على أن هناك مخطط تركي لتسليم المناطق المحتلة إلى هيئة تحرير الشام في ظل عجز مرتزقتها عن تشكيل قوات منضبطة ومتماسكة قادرة على خوض معارك جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية، وبنفس الوقت يبحث النظام التركي عن وسيلة للتخلص من تعهداته تجاه مرتزقته من جماعة الإخوان المسلمين بحمايتهم من قوات حكومة دمشق بعد أن تصبح تحت سيطرة الجولاني بشكل يحفظ ماء وجهه في عملية مصالحته مع النظام، وبنفس الوقت يسعى إلى إعاقة عمليات تحرير المنطقة من قبل “قوات تحرير عفرين”؛ خاصة أن الجولاني يجيد الخطاب الشعبوي وأنشئ قنوات تواصل ودعم مع القوى المناهضة لحكومة دمشق ويسعى لإقامة إمارة إسلامية سلفية، ويعمل على فرض إيديولوجيته في المناطق التي يسيطر عليها بحسب شهود عيان.
أن ما يحدث سيخلط الأوراق مجددا وسيتطور المشهد العسكري والسياسي إلى مرحلة جديدة قد تجلب مزيدا من المعارك.