قـ ـيادات عـ ـسكـ ـرية أمريكية تحـ ـذر من تحـ ـولات كبيرة في المشهد العسـ ـكري للشرق الأوسط
تعتبر منطقة الشرق الأوسط بما تمتلكه من ثروات وموقعها الاستراتيجي، ساحة لتنافس مجموعة من القوى الدولية؛ وهذا التنافس ليس وليد هذا العصر بل يرجع في التاريخ لمئات السنين. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الدول التي تمتلك نفوذا كبيرا في المنطقة، بعد انحسار النفوذ البريطاني والفرنسي والسوفيتي. وفي التاريخ المعاصر هناك دولا تحاول مزاحمة أمريكا على نفوذها في المنطقة، أبرزها روسيا وتركيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تحاول الأخيرة أن تتحول من قوة إقليمية إلى قوة دولية. وفي سياق مرتبط بهذا الأمر أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن قيام القوات الجوية الروسية بأعمال استفزازية فوق قاعدة التنف التي تتمركز فيها قوات أمريكية وبريطانية، عبر اختراق مجالها الجوي ٢٥ مرة خلال هذا الشهر، ويرى مراقبون بأنه تحذير من رد فعل انتقامي تجاه الطائرات الروسية بعد قيام الأخيرة باسقاط طائرة أمريكية فوق البحر الأسود.
من جانبها صرحت القيادة الأمريكية الوسطى “قلقون من تطور علاقات روسيا وإيران، ونعمل مع شركاء إقليميين لمواجهة ذلك” في إشارة إلى تركيا وباكستان. وبالتزامن مع هذا الأمر حددت القيادة الأمريكية الوسطى ثلاثة استراتيجات لها وهي ردع إيران، ومواجهة المنظمات المتطرفة، والتنافس الاستراتيجي مع الصين وروسيا.
واعتبرت أن إيران تمتلك أكبر ترسانة للصواريخ والطائرات المسيرة في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الآلاف من الصواريخ الباليستية، وتواصل تخصيب اليورانيوم بمستوى يفوق مما هو لازم للاستخدام المدني؛ واعتبرت القيادة الوسطى امتلاك إيران لسلاح نووي من شأنه أن يغير الشرق الأوسط إلى الأبد.
من جانبه أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إلى أن إيران قادرة على انتاج سلاح نووي في غضون أشهر، وبأن الجيش الأمريكي أعد خيارات متعددة في حال قررت إيران تطوير سلاحا نوويا. بينما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن البنتاغون ينوي إرسال طائرات هجومية من طراز A10 إلى الشرق الأوسط لتحل محل الطائرات الهجومية الأكثر تطورا والتي ستنقل إلى مناطق أخرى لمواجهة روسيا والصين؛ بينما اكدت وزارة الخارجية الأمريكية على ضرورة تزويد تركيا بطائرات F16 المتطورة كونها تخدم استراتيجية الناتو في الشرق الاوسط.
يشير العديد من المحللين إلى احتمال اندلاع حربا كبيرة في المنطقة في المستقبل القريب، طرفاه الرئيسيان إيران وإسرائيل؛ حيث يستندون في ادعاءاتهم إلى مؤشرات عديدة لعل أبرزها، التهديد الإسرائيلي بضرب الأهداف النووية الإيرانية في حال تجاوزت نسبة تخصيب اليورانيوم معدل ٦٠%، تسارع دول الخليج العربية وإيران لتحسين علاقاتهم، وهدف دول الخليج النأي بالنفس عن الصراع المقبل، وهدف إيران تقليل جبهة المواجهة وتركيزها على الجبهة الرئيسية المتمثلة بإسرائيل، تزايد التعاون العسكري الإيراني والروسي والصيني وإرسال رسائل تحذير مبطنة تجاه الغرب؛ احتمال عودة الأهمية الاستراتيجية الكبرى لتركيا مجددا بالنسبة للناتو، والتي فقدتها نسبيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
هذه التكهنات لو تحققت من شأنها أن تقوض الاستقرار الهش في المنطقة.