تفصل تركيا أسابيع قليلة عن معرفة هوية الرئيس الـ 13 لها، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 أيار المقبل.
ويتنافس في الانتخابات أربعة مرشحين يتقدمهم الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان الذي يسيـ ـطر على مقاليد السلـ ـطة في تركيا منذ حوالي 20 عاماً، وتسبب في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا وأدت لتراجع كبير في قيمة الليرة فضلاً عن سوء إدارة أزمة الزلـ ـزال المـ ـدمر الذي ضـ ـرب تركيا في 6 شباط / فبراير الماضي.
أبرز منافسي أردوغان هو رئيس حزب “الشعب الجمهوري”، كمال كلجدار أوغلو، الذي يمثل المعارضة من خلال “تحالف الشعب”، بالإضافة إلى زعيم حزب “البلد” المنشق عن “الشعب الجمهوري” محرم إنجه، والمرشح عن تحالف “أتا” القومي المتطـ ـرف سنان أوغان.
وبحسب مراقبين، فإن تركيا تعيش مرحلة تاريخية في انتظار نتائج الانتخابات في ظل صـ ـراع انتخابي شرس خاصة بعد توحد المعارضة لأول مرة على مرشح واحد لمواجهة أردوغان وهو ما يعزز من احتمالية الوصول لجولة ثانية قد تكون حاسمة في إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية.
ويرى المعارض التركي، أحمد فرهاد، أن تركيا تشهد الآن معركة سياسية ساخنة، مشيراً إلى وجود تحالفات بين أحزاب مختلفة فكرياً، ولكنهم متحالفين انتخابياً سواء على صعيد الحكومة أو المعارضة.
تحالفات انتخابية
وأوضح لوكالتنا أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان تحالف مع حزب الدعوة الحرة وهو حزب اسلامي وقديماً كان يسمى حزب الله وتورط في جرائم إرهابية في تسعينيات القرن الماضي ولكنه الآن حليف للحزب الحاكم، كما تحالف أردوغان مع حزب اليسار الديمقراطي التابع لرئيس الوزراء الأسبق بولنت أجاويد رغم التباين الفكري الكبير بينهما.
وأشار إلى أن مرشح المعارضة هو زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو الذي يحظى بدعم أحزاب الطاولة الستة، كما سيدعمه حزب الشعوب الديمقراطي من أجل التخلص من ديكتاتور تركيا أردوغان وتخليص شعوب الشرق الأوسط من شروره.
فشل أردوغان داخلياً وخارجياً
وبحسب المعارض التركي، فإن هناك دوافع قوية لفوز المعارضة بالانتخابات الرئاسية، أهمها انهيار اقتصاد تركيا وانتشار البطالة في البلاد فضلاً عن عدم تعامل الحكومة مع كارثة الزلـ ـزال بشكل جيد.
وأضاف إن “سياسة أردوغان الخارجية أصبحت فاشلة ومتناقضة على جميع الصعد، حيث استقبل الرئيس الإسرائيلي رغم ما ترتكبه قوات بلاده في فلسطين، كما تخلى عن قضية مقـ ـتل خاشقجي وتم إغلاقها مقابل تبادل تجاري بمبلغ ٥ مليار دولار، كما تصالح مع الإمارات رغم أنه طالما اتهم أبو ظبي بدعم محاولة الانقـ ـلاب”.
ولفت إلى أن نفس الموقف تكرر مع مصر الذي طالما وصف أردوغان رئيسها بالمـ ـجرم ولكنه الآن تصالح معه وهو ما يحاول تكراره مع بشار الأسد الذي كان يصفه بالقـ ـاتل، معتبراً أن هذه التحولات في المواقف دليل على فشل أردوغان ونظامه.
هل كليجدار هو الأنسب لمنافسة أردوغان؟
وعن ما يراه البعض من عدم قدرة كليجدار أوغلو على منافسة أردوغان وأنه كان أجدر بالمعارضة أن تبحث عن مرشح آخر، أكد المعارض التركي أن كمال كليجدار أوغلو هو أنسب اختيار للمعارضة التركية خاصة أن كل النجاحات التي حققتها المعارضة بالانتخابات المحلية في بلديات اسطنبول وأنقرة وأنطاليا وأضنة وأزمير كان لكليجدار أوغلو دور مهم في تحقيقها.
أما بخصوص عدم ترشيح المعارضة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بعد الشعبية التي حققها خلال الانتخابات البلدية، فيرى المعارض التركي أن إمام أوغلو سيكون له مكان في الحكومة القادمة وقد يصبح زعيماً لحزب الشعب الجمهوري حال فوز كمال كليجدار، مشيراً إلى أن المعارضة اتفقت على إعادة البلاد للنظام البرلماني وإنهاء النظام الرئاسي بشكل كامل.
مؤامرة محرم إينجه
وحول ترشح محرم إينجه، أكد عضو الشعوب الديمقراطي أن ترشح محرم إينجه يخدم أردوغان من أجل تقسيم الأصوات المؤيدة لمرشح المعارضة لافتاً في الوقت نفسه إلى أن إينجه لن ينجح في ذلك، على الرغم حصوله على دعم مالي وإعلامي كبير من جانب الحكومة.
ADARPRESS #