عربي٢١
قالت آنا جاكوبس، المحللة السياسية المتخصصة بأخبار الخليج لدى المجموعة الدولية للأزمات، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد ما زال في السلطة، ولهذا فإن التطبيع العربي مع دمشق يبدو كنتيجة لا مفر منها في هذه المرحلة، إلا أن الولايات المتحدة وأوروبا أعلنتا عن عدم رضاهما عن تطبيع الدول العربية مع نظام الأسد، ولكن لا يمكنهما فعل ما هو أكثر من ذلك في هذا الصدد على ما يبدو، بحسب “نيويورك تايمز“.
وذكّرت الصحيفة أن الدول العربية قطعت علاقاتها مع الأسد قبل سنوات بعد فرضه حصارا على أحياء ومدن بأكملها بهدف إخضاع الثوار، كما أنه أشرف على سلسلة السجون التي يُمارس فيها التعذيب والإعدامات الجماعية على نطاق واسع، فضلاً عن تسببه في نزوح الملايين من السوريين وتحولهم إلى لاجئين في دول الجوار.
وأكدت أن الدول العربية لم تجمع على الطريقة التي ينبغي التعامل بها مع النظام السوري، وهي التنازلات التي بوسعه أن يطلبها مقابل عودة العلاقات.
وتحول الموقف العربي والخليجي خصوصا عام 2018 عندما أعادت الإمارات العلاقات الدبلوماسية مع النظام، لكن الضغط الأمريكي أسهم في منع المزيد من الدول من اللحاق بركب الإمارات، بحسب رأي محمد علاء غانم، رئيس قسم السياسات لدى المجلس السوري الأمريكي، وهو عبارة عن مجموعة مناصرة موجودة بواشنطن تعمل على مناهضة التطبيع مع نظام الأسد. وفي عام 2019، سنت الولايات المتحدة قانوناً يفرض عقوبات إضافية على حكومة النظام، ما شكل حاجزاً إضافياً أمام هذه الدول.
وكانت القوى السياسية ذات الثقل في المنطقة، بما في ذلك السعودية وتركيا ومصر، لا تزال مترددة في التعامل مع الأسد آنذاك.
ودعمت السعودية في البداية بعض الجماعات المتمردة السورية التي تقاتل ضد قوات الأسد وزودتها بالتمويل والأسلحة بالتنسيق السري مع الولايات المتحدة واستضافت أعضاء المعارضة السورية في العاصمة الرياض.
لكن في الوقت الراهن، تنتهج السعودية استراتيجية متعددة الأوجه تجمع بين المشاركة مع إيران والجهود المبذولة لمواجهة نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في سوريا – حيث دعمت إيران الأسد طوال فترة الحرب التي بدأت عام 2011.
وقال رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، الذي يعد أكبر سياسي منشق عن نظام الأسد خلال الحرب: “نلتقي مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ونذكر الجميع بمخاطر تسريع التطبيع غير المشروط مع نظام بشار الأسد الإجرامي”.
ولم تخطط الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع سوريا أو لرفع العقوبات التي فرضتها عليها، إذ في إحاطة قدمتها باربارة ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، أوردت أن حكومة الأسد “تستحق أن تعامل كمارقة، وهي كذلك في الواقع”.
ومع ذلك، فإنه في حال تقارب الدول العربية مع الأسد، فلن تطلب الاستراتيجية الأمريكية منهم أكثر من أن يحصلوا على شييء مقابل ذلك، برأي ليف، وقد استشهدت بفكرة إنهاء تجارة الكبتاغون القادم من سوريا بوصفها شيئاً من البديهيات التي ينبغي على الدول أن تطالب بها.
أمّا الطلبات الأخرى فيمكن أن تشمل الحد من الوجود العسكري الإيراني في سوريا، ووضع شروط لتسهيل عودة اللاجئين بأمان إلى بلدهم، على الرغم من تشكيك مسؤولين أمريكيين بالتزام الأسد بهذه الشروط.