تتوفر في مناطق سيطـ ـرة الحكومة السورية كل العوامل اللازمة للاتجـ ـار بالمـ ـخدرات، فلديها خبراء لتصـ ـنيع الكبتـ ـاغون، وآلات خاصة وعشرات المعامل، ومرافئ متصلة بممرات الشحن في البحر الأبيض المتوسط، وطرق تهـ ـريب برية إلى الأردن ولبنان والعراق، كللتها حماية أمنـ ـية من مؤسسات الحـ ـكومة الأمنيـ ـة والعسـ ـكرية.
فعلى مدار العامين الماضيين، روت تحقيقات استقصائية لكبريات وسائل الإعلام الأجنبية والعربية ومراكز رصد وأبحاث مختصة، كيف أضحت صنـ ـاعة المخـ ـدرات في سورية تشتمل على مراحل الإنتاج والتـ ـهريب كافة، فمن عملية التصـ ـنيع التي تنتج بشكل أساسي حـ ـبوب الكبـ ـتاغون، إلى مراكز التوضيب حيث تجهز الحـ ـبوب وتخبأ للتصدير، وصولاً إلى شبكات التـ ـهريب التي تتولى بيعها في الأسواق الخارجية.
وبات واضحاً أن إحـ ـجام الحكومة في سوريا عن ضبـ ـط انتشار المخـ ـدرات منذ سنوات في البلاد ووصولها إلى خارج الحدود، يخفي خلفه عملاً منـ ـظماً يسير ضمن إطار مدروس ترعاه شخصيات كبيرة على ارتباط مباشر بالحكومة، وتستفيد هذه الشخصيات من ميليـ ـشيات متنوعة تـ ـنشط على الأراضي السورية لتنـ ـظيم تجارة الكبـ ـتاغون، من بينها حـ ـزب الله اللبناني، وتؤكد تقارير صحفية أن بعض المناطق، حيث يحظى الحـ ـزب بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسورية، تضطلع بدور أساسي في عملـ ـيات التهـ ـريب. ولحـ ـزب الله تاريخ قديم في السـ ـيطرة على إنتاج وتهريـ ـب المخـ ـدرات من البـ ـقاع اللبناني الجنوبي، ولذلك فمن المنطقي أن يلعب في سوريا دوراً داعماً في صـ ـناعة وتـ ـجارة الكـ ـبتاغون.
و وفقاً لمصادر خاصة من اللاذقية، تحدث لـ موقع “آداربرس” تحفظت عن ذكر اسمه، حيث كان متورطاً في صناعة و ترويج الكبتاغون وعلى صلة وثيقة بذلك، قائلاً: ” تتخذ حكومة الأسد ميناءَ اللاذقية نقطةَ البدء البحرية الأولى والرئيسة لنقل الحـ ـبوب المخـ ـدِرة خارج سوريا، إذ يستحوذ الميناء على المهمات المشـ ـبوهة في نقل وتصدير السـ ـلاح الإيـ ـراني منذ سنوات، ولذلك أوكلت إليه مهمة تصـ ـدير حبـ ـوب الكـ ـبتاغون، و هـ ـياكل كبيرة، تقود عمليات التهـ ـريب إلى جانب أجهـ ـزته الأمنـ ـية، متـ ـورطة في أدق عمليات صـ ـناعة حبـ ـوب الكبتـ ـاغون المخـ ـدرة وتصريفها داخلياً وخارجياً، فالهدف الأهم بالنسبة لحكومة الأسد، فألقاب “دولة مخـ ـدرات” أو “جمهورية حـ ـشيـ ـش” باتت صفات تطلق على ما يحكمه الأسد من مناطق بقيادة بشار الأسد”.
أردف قائلاً: “، وقد ثبت تورط شقيق بشار الأسد مـ ـاهر، وهو قائد أهم الفرق العسكرية بجـ ـيش الحكومة السورية (الفرقة الرابعة) بشكل مباشر بهذه العملـ ـية، وحسب رئيسة برنامج معهد “نيولاينز” للسياسات كارولين روز، إذ قالت في حديث صحفي سابق، إنّ الفرقة الرابعة التابعة للحكومة وكذلك حـ ـزب الله وميليـ ـشيات تابعة لإيران، تقدم الحـ ـراسة والتسهيلات لهذه التجارة، يقومون بحراسة هذه المرافق والمنشآت وإخفائها عن أعين قوات إنفاذ القـ ـانون، ومؤسسات منع الاتـ ـجار بالمخـ ـدرات في المجتمع الدولي”.
والى جانب آخر نشرت مصادر إعلامية حول ذلك “، وهو بأن عائد تجـ ـارة المخـ ـدرات يتجاوز بمراحل العائدات من عمـ ـليات التجارة الشرعية، فهو يبيع الحبة الواحدة من الكبـ ـتاغون متدني الجودة مقابل دولار واحد داخل سوريا، فيما يبلغ سعر الحبة ذات الجودة الجيدة في الأسواق الخارجية 14 دولاراً أو أكثر، فقد قدر تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية القيمة الإجمالية لشحـ ـنات المخـ ـدرات لحكومة الأسد خلال عام 2021 بـ 5.7 مليارات دولار على الأقل، وفي عام 2020 أشار موقع Syria Report، المختص بالأعمال والاقتصاد، إلى أن حجم صادرات المخـ ـدرات السورية وتقلّص أنـ ـشطة التجارة المشـ ـروعة يجتمعان لجعل المخـ ـدرات إلى حد بعيد أهم مصدر للعمـ ـلة الأجنبية في سوريا، وتعد هذه الأرقام منطقية إذا ما نظرنا للعدد الكبير لعمليات التـ ـهريب الفاشلة المعلن عنها من قبل الدول التي تحاول الحكومة اسـ ـتهدافها بتـ ـجارته، وعمليا، لأنه بإمكان معمل بسيط مؤلف من بضع آلات أن ينتج عشرات آلاف الحـ ـبوب في اليوم الواحد، كما أن أهم هذه المـ ـعامل يقع بالقرب من ميناء اللاذقية.
أشار المصدر بأنه: ” ومع دق ناقوس الخطر من قبل حرس حدود الدول التي تتوقع تدفق الحبـ ـوب المخـ ـدرة إليها من سوريا، لجأت حكومة الأسد إلى ابتكار طرق عدة في محاولة لتحقيق أهدافه، وفي إخفاء مخـ ـدراته، المتنوعة بين حبوب الكبتـ ـاغون وأكف الحشـ ـيش، فتارة يرسلها بعلب الحليب والمعلبات وأوراق الشاي واللحوم، وأخرى ضمن لفافات الورق المقوّى وأطباق البيض وحبات الفواكه كالرمان والبطيخ وغيرها”.
خاص/آداربرس
ADARPRESS #
………
تم اعداد هذا التقرير وفقاً لمصادر ومراكز اعلامية واستقصائية، اضافة لمصادر خاصة من اللاذقية تحدث لـ موقع “آداربرس” تحفظنا عن ذكر اسمه، متورطاً في صناعة وترويج الكبتاغون.