البيان الختامي لزيارة رئيسي:إيـ ـران ترحّب بالتقارب العربي مع الأسد
أصدر حكومة دمشق وإيران بياناً مشتركاً في ختام زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، أكدت طهران من خلاله على ترحيبها بعمليات التقارب العربية مع النظام، مطالبةً بخروج القوات الأميركية من الأراضي السورية.
وغادر رئيسي سوريا ليل الخميس، بعد زيارة استمرت يومين، التقى خلاها رئيس النظام السوري بشار الأسد عند وصوله ولدى مغادرته، قبل أن يوقّع 15 اتفاقية مع النظام السوري شملت مختلف الجوانب الاقتصادية.
وقال البيان إن الأسد ورئيسي أجريا مباحثات معمقة لتعزيز العلاقات الثنائية والإستراتيجية وناقشا التطورات على مستوى المنطقة والعالم، مؤكدين على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى أهمية استمرار التعاون السياسي والاقتصادي والقنصلي وتبادل الوفود رفيعة المستوى.
وأعرب الجانبان عن “استعدادهما ورغبتهما” باتخاذ كل الإجراءات لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال الآليات القائمة بما فيها اللجنة العليا المشتركة، وأكدا على التعاون القائم بينهما في ما يتعلق بإعادة إعمار سوريا.
كما أكدا على استمرار التعاون بينهما في مجال مكافحة “الإرهاب”، وذلك “حتى القضاء على جميع المجموعات الإرهابية”.
ودان البيان الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكداً على “حق سوريا في الرد عليها بالطريقة التي تراها مناسبة”.
وكذلك، دان استمرار احتلال الجولان والإجراءات التي اتخذتها إسرائيل هناك، بما في ذلك ضمه إلى الأراضي الإسرائيلية، واستنكر اعتراف الولايات المتحدة بذلك القرار، معتبراً أن الجولان أرض محتلة على المستوى القانوني.
واعتبر الجانبان أن جميع أشكال الوجود العسكري في سوريا “غير شرعي” وهي بمثابة “احتلال” شددا على ضرورة انهائه، وبسط سيطرة النظام على جميع الأراضي السورية، مطالبين المجتمع الدولي بوضع حد لسرقة النفط السوري من قبل القوات الأميركية، بحسب البيان.
ودان البيان العقوبات الأميركية- الأوربية ضد إيران والنظام السوري، مشدداً على ضرورة “كسر الحصار” الناتج عن العقوبات بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين وإعادة إعمار المناطق المنكوبة.
ورحّب الجانبان، ب”التطورات السياسية الإيجابية في المنطقة” ولا سيما التواصل “البناء” بين النظام السوري والدول العربية، وكذلك الاتفاق الإيراني- السعودي الذي جرى برعاية صينية.
وقال البيان، إن إيران “تثمّن” جهود النظام في “تسهيل” عودة اللاجئين إلى سوريا، وطالب الجانبان المجتمع الدولي بتقديم المساعدات المطلوبة لذلك، و”وقف استغلال معاناة اللاجئين من قبل بعض الدول لخدمة برامجها السياسية”.
وأكد الجانبان على مسؤولية إسرائيل الرئيسية عن الأزمات التي تهدد الأمن في المنطقة، وأعربا عن رفضهما الإجراءات العدائية من قبها ضد الأقصى، ودانا عمليات الاستيطان وممارسات الاحتلال في فلسطين.
كما شددا على “دعمهما للحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال وإقامة دولة مستقلة وموحدة وذات سيادة عاصمتها القدس الشريف”.
وإذ قال البيان إن رئيسي شكر الأسد على “حسن الضيافة والاستقبال” خلال زيارته، قدم له دعوة رسمية لزيارة إيران.
يذكر أن زيارة رئيسي هي الأولى لرئيس إيراني إلى سوريا منذ 13 عاماً، بينما زار الأسد إيران مرتين بعد بداية الثورة السورية في 2011.