يجب على السلطات اللبنانية الكف عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم، ويجب على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان حمايتهم وتسهيل عبورهم إلى مناطق شمال شرق سوريا
“تحالف منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا (CSO NES) ومنصة مؤسسات المجتمع المدني في شمال وشرق سورياPLATFORM) (NGO وكافة المنظمات الدولية والمحلية تدعو إلى حماية اللاجئين السوريين في لبنان وتدعم مبادرة الإدارة الذاتية لاستقبالهم”
تطالب المنظمات الموّقعة على هذا البيان السلطات اللبنانية بالكف عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم، وتدعوا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلى حمايتهم وتسهيل عبورهم إلى مناطق شمال شرق سوريا
منذ فترة ليست بالقليلة يتعرض اللاجئون السوريون في لبنان الى الكثير من اساليب القمع عبر حملات المداهمات المستمرة والقاء القبض على البعض وترحيلهم الى سوريا تحت ذريعة انتهاء مدة بطاقة الإقامة او الدخول غير المشروع الى لبنان مما يعرضهم لمختلف انواع المخاطر بما فيها الاعتقال والتعذيب وحتى الموت او السجن لفترات طويلة.
يبدو واضحاً ان هذه الممارسات قد تستمر وقد تشمل اعداداً كبيرة من اللاجئين مما يعني استمرار الخطر وازدياده باضطراد ليكون جزءاً متمماً ومساعداً لمحاولات التطبيع الجارية.
تُبدي المنظمات الموقعة على هذا البيان قلقها من عمليات الترحيل القسري للاجئين السوريين في لبنان، وسط مخاوف تعرضهم لخطر التعذيب أو الاضطهاد لدى عودتهم لسوريا.
المواثيق والعهود الدولية تمنع إعادة أي لاجئ إلى مكان قد تتعرض فيه حياته للخطر، وقد سبق وأعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، في كلمة أُلقيت أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021: “هذا ليس الوقت المناسب ليظن أحد أن سورية آمنة وأنه يمكن للاجئين العودة إلى ديارهم، لا بل تشهد تصاعدًا في القتال والعنف”.
بعد اندلاع النزاع في سوريا لجأ العديد من ابنائها الى لبنان، وتقدّر السلطات اللبنانية حالياً وجود أكثر من مليوني لاجئ على أراضيها، بينما عدد المسجّلين لدى الأمم المتحدة يتجاوز بقليل عتبة 800 ألف.
وبذريعة تراجع حدة المعارك والصراع تمارس الدولة اللبنانية ضغوطاً مستمرة ومتنوعة لترحيل اللاجئين من أراضيها لكن ذلك لا يعني – وفق المنظمات الموّقعة على البيان – أن عودة اللاجئين باتت آمنة في ظل بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية واعتقالاتٍ تعسفية وتعذيب للموقوفين.
وقد أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في أكثر من تصريح لأكثر من مسؤول حول اللاجئين وامكانية اغاثتهم وانقاذهم من هذه الممارسات كما حصل على لسان ممثلي الإدارة في 30 نيسان/أبريل 2023، عندما أعلنوا عن استعداد الإدارة لاستقبال اللاجئين السوريين الذين يتم ترحيلهم من لبنان، في مناطق شمال وشرق سوريا، وان أبوابها مفتوحة لكل السوريين دون تمييز..
استنادا لهذه المبادرة الإيجابية وفي الوقت الذي نثمن فيه موقف الإدارة هذا رغم صعوبات الموقف وتعقيدات الظروف.
فإننا _ المنظمات الموقعة على هذا البيان_ ندعم هذه المبادرة الإنسانية الوطنية، ونطالب السلطات اللبنانية بالكف فوراً عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى سورية، وإن هذه المنظمات تدعم مبادرة الإدارة الذاتية لاستقبال اللاجئين، درءاً للمخاوف التي تُشكلها عودتهم إلى مناطق الحكومة السورية على حياتهم.
كما تدعو هيئات الأمم المتحدة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية اللاجئين السوريين وضمان حقوقهم، بما في ذلك:
- توفير ممر آمن لتسهيل عودة اللاجئين السوريين الذين يتم ترحيلهم من لبنان وغيرها من دول الجوار السوري، إلى مناطق شمال شرق سوريا التي أعلنت فيها السلطات استعدادها لاستقبالهم وإيوائهم.
- تقديم الدعم الكافي للمخيمات ومراكز إيواء النازحين داخلياً، بما في ذلك المأوى، المياه، الغذاء، الدواء، والخدمات الأساسية.
- إعادة فتح معبر اليعربية/تل كوجر الحدودي لإدخال المساعدات الإنسانية الأممية إلى مناطق شمال وشمال شرق سوريا.
- ADARPRESS #