تراجعت حكومة دمشق خطوة إضافية إلى الوراء بما يتعلق بشروط التطبيع مع تركيا، وذلك قبل يوم واحد من بدء جولة جديدة من مسار “أستانة”، والتي ستشهد اجتماعاً للجنة الرباعية الخاصة بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وتنطلق في كازاخستان الثلاثاء، الجولة العشرون من مسار “أستانة” التفاوضي الرامي للوصول إلى حل سياسي في سوريا، بحضور مندوبين من الدول الضامنة للمسار (روسيا وتركيا وإيران)، إضافة إلى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة السياسية السورية والفصائل العسكرية.
وبحسب بيان الخارجية الكازاخستانية، فإن الجولة التي تستمر على مدى يومين، ستناقش “التغيرات في الوضع الإقليمي بشأن سوريا، والوضع على الأرض والجهود المبذولة نحو تسوية شاملة في سوريا، ومكافحة الإرهاب، وإجراءات بناء الثقة بما في ذلك الإفراج عن الرهائن والبحث عن المفقودين”.
إضافة إلى ذلك، سيناقش الاجتماع “الوضع الإنساني، وعمل المجتمع الدولي لتسهيل استعادة سوريا بعد الصراع، والعمل على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم”، مشيراً إلى أن الجولة سيحضرها ممثلون عن الأردن والعراق ولبنان والأمم المتحدة، بصفة مراقب.
لكن الجولة العشرين، ستكون مختلفة عن سابقاتها، إذ ستشهد اجتماعاً على هامشها للجنة الرباعية بخصوص التطبيع بين تركيا وحكومة دمشق ، والتي تضم نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام، وذلك لمناقشة خريطة التطبيع بين دمشق وأنقرة، والتي انبثقت عقب اجتماع وزراء خارجية الأطراف الأربعة في موسكو في أيار/مايو.
واستبق النظام الجولة، بخطوة إضافية نحو الوراء إزاء الانسحاب التركي من الشمال السوري حتى ينخرط النظام ويتقدم نحو الأمام في عملية التطبيع مع أنقرة، إذ باتت مطالبه بهذا الشأن تقتصر على انتزاع “تأكيد” تركي فقط، على نية أنقرة سحب قواتها من هناك.
الخطوة الإضافية، هي الثانية من نوعها منذ فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة في الانتخابات نهاية أيار/مايو، إذ تراجع رئيس النظام السوري بشار الأسد قبل أيام، عن وضع الانسحاب كشرط مسبق للتقدم بالتطبيع مع تركيا، واستبدله بوضع آلية زمنية للانسحاب بضغط إيراني- روسي خلال اجتماع اللجنة الرباعية الأول في “أستانة”.
وبحسب صحيفة “الوطن” ، فإن دمشق تريد “التزام الأطراف بوحدة سوريا وسيادة أراضيها”، على أن “تترافق مع التأكيد على إنهاء الاحتلال التركي والإعلان بوضوح عن استعداد تركيا للانسحاب من الأراضي السورية”.
وبحسب الصحيفة، فإن دمشق تريد كذلك من أنقرة، تسمية الفصائل “الإرهابية” التي تجب محاربتها ب”وضوح” في الشمال السوري، لا الاكتفاء بالإشارة إليها وحسب بعبارات “فضفاضة”، معتبرةً ذلك “أحد الأسس اللازمة للتقدم والوصول لنقاط اتفاق” مع تركيا.
وشرط التأكيد على الانسحاب التركي، عبارة فضفاضة، إذ أعلنت تركيا بأكثر من مناسبة تأكديها أن لا نية لديها لإبقاء قواتها في سوريا.
ويبدو أن الأسد يريد حفظ ماء الوجه بعد المتغيرات التي أنتجتها الانتخابات التركية بفوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية، إذ أعلن الأسد صراحة خلال زيارته إلى موسكو منتصف آذار/ مارس، رغبته بنبرة أقرب إلى المراهنة على فوز المعارضة التركية على حساب الرئيس التركي.
كما رفع الأسد من موسكو، سقف مطالبه عالياً حتى ينخرط في مسار التطبيع، بوضع شرط الانسحاب التركي أولاً قبل الشروع بعملية التطبيع، مؤكداً لن يلتقي أردوغان قبل تحقيقه.