ما تُعرف بمحادثات آستانا حول سوريا، تختتم جولتها العشرين والأخيرة في العاصمة الكازاخستانية آستانا، بفشلٍ جديدٍ في مسار التسوية السياسية السورية، فشلٌ متوقعٌ على مدار سنواتٍ عقدت خلالها تسعَ عشرة جولة، شهدت خلالها الأزمةُ السورية صفقاتٍ ومقايضاتٍ بين روسيا، إيران، وتركيا، أفضت لاحتلال الأخيرة مساحاتٍ شاسعةً من الشمال السوري وارتكاب جرائمَ بحق السوريين.
لكن وفي ظل هذه المُحادثات، التي يؤكد مراقبون أنها بعيدةٌ عن مصالح الشعب السوري والحل في البلاد، كان اللافتُ تصعيد اللهجة ضد مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من خلال كيل الاتهامات لها.
تصعيدٌ في التصريحات تزامنَ مع تطورٍ لافتٍ آخرَ شهدته المحادثات، تمثل باجتماعٍ رباعي بين نواب وزراءِ الخارجية في الحكومة السورية والنظام التركي وروسيا وإيران كذلك في آستانا، أوضح البيان الختامي أنه أفضى لإعدادِ خارطةِ طريقٍ لاستعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق بالتنسيق مع وزارات الدفاع.
وبين هذا وذاك تتواصل التحذيراتُ من إمكانية عقد صفقاتٍ ومقايضاتٍ جديدة بين أنقرة موسكو دمشق وطهران، في إطار ما بات يعرف بمطبخ آستانا، يقول مراقبون، الخاسرُ الأكبرُ منها هي الشعب السوري، ولعل الهجماتِ المكثفةَ للاحتلال التركي بشمالي سوريا، هي إحدى مؤشرات هذه الصفقات.
سنواتٌ عدة مرت منذ بدءِ سلسلة محادثات آستانا، كانت أبرزَ سماتها، عدمُ تحقيق اختراقٍ نحو حل الأزمة، لكن المفاجأة كانت عندما طالبت كازاخستان بأن تكونَ الجولة العشرين هي الحلقة الأخيرة، وهو أمرٌ لم يرضِ الجانب الروسي، الذي ألمحَ إلى إمكانية استمرار المحادثات بصيغة آستانا في دولٍ أخرى.