قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الرئاسة الروسية بدأت من سوريا، عملية السـ ـيطرة الكاملة على جماعة “فاغنر” بعد ساعات على توقف زحف المجموعة نحو العاصمة الروسية موسكو.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن الكرملين أرسل نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إلى دمشق، من أجل إيصال رسالة إلى رئيس الحكومة السوري بشار الأسد شخصياً، موضحةً أن فحوى الرسالة هي أن “فاغنر لن تعمل بعد اليوم في سوريا بشكل مستقل”.
والاثنين، أعلنت “الرئاسة السورية” عن لقاء جمع فيرشينين بالأسد، وقالت إن الجانبين ناقشا التنسيق المشترك بين سوريا والنظام، خصوصاً في “ضوء الأحداث الأخيرة”.
وبحسب الصحيفة، فإن فيرشينين حثّ الأسد خلال اللقاء على منع مقاتـ ـلي “فاغنر” من مغادرة سوريا من دون إشراف من قبل موسكو، مشيرةً إلى أن هناك أوامر صدرت لهؤلاء المقـ ـاتلين بالتوجه إلى قاعدة “حميميم” الروسية في ريف اللاذقية.
وتقول إن هناك حوالي 6 آلاف من عناصر “فاغنر” يقومون بأعمال متنوعة خارج روسيا وأوكرانيا، في عدد من البلدان منها سوريا، حيث يقومون بالدفاع عن آبار النفط والأراضي التي يسيطر عليها الحكومة السورية هناك، مؤكدةً أن وجود “فاغنر” في سوريا أصبح راسخاً.
والأربعاء، نفت قناة “روسيا اليوم” وجود أي نشاط لمجموعة “فاغنر” في سوريا، ونقلت عن مصادر في الحكومة السوري أن في سوريا نشاطاً لشركات ذات طابع اقتصادي بحت مثل “روس ستروي غاز”، وقطعاً عسكريةً تتخذ من مطار حميميم قاعدة لها، لكن “ليس هناك من تواجد لعناصـ ـر أو هيئات تابعة لفاغنر”.
وأضافت أن تحقيقات جرت داخل قاعدة حميميم مع عنـ ـاصر كانت على “صلة ارتباط” مع “فاغنر” سابقاً، لكنها أكدت أن الأمر كله “لم يتعد كونه إجراء احترازياً”.
وأتى حديث القناة الروسية شبه الرسمية بعد ورود أنباء نقلتها وسائل إعلام عربية عن مصادر في البنتاغون، بقيام الشرطة العسكرية الروسية باعتقال عناصـ ـر من “فاغنر” في سوريا.
وقاد زعيم مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين قبل أيام، عملية تمرد مسـ ـلح ضـ ـد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمرت لساعات، سيطر خلالها على مقاطعة روستوف عاصمة الجنوب الروسي، ثم أعلن عن بدء الزحف نحو العاصمة الروسية موسكو، قبل أن يعلن عن إنهاء التمـ ـرد بعد اتفاق رعته بيلاروسيا.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الروسية خيّرت قوات “فاغنر” في سوريا، إما بمغادرتها أو الانضمام للجيش الروسي والعمل تحت قيادته هناك، مضيفاً أنها سرّحت المتعاقدين السوريين مع المنظمة وفق جدول زمني حددته موسكو.
وأوضح المرصد السوري أنه يتواجد في سوريا أكثر من ألفي جندي من قوات “فاغنر” من جنسيات دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، حيث يتوزعون بشكل رئيسي ضمن حقول النفط في البادية السورية، مشيراً إلى وجود 3 آلاف سوري مجنّد ضمن صفوفها يعملون داخل وخارج سوريا.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن فشل بوتين في اتخاذ موقف صارم ضد عناصر فاغنر، أو معاقبة المـ ـتورطين في التمرد، يضر بالصورة التي يروج لها لنفسه، على أنه المتحكم دائماً بالأحداث.
وتنقل الصحيفة عن ديمتري ألبيروفيتش، محلل السياسة الخارجية الذي يرأس مركز أبحاث “سيلفرادو” لتسريع السياسات، قوله إن “هذا أمر صادم للديكتاتورييـ ـن، لأن هذه ليست الطريقة التي سيقمعون بها تمـ ـرداً”.
وأضاف أن “العديد من مؤيدي بوتين مرتبكون للغاية ويتساءلون عن قدرته على أن يكون الزعيم القوي والديكـ ـتاتور الاستـ ـبدادي القوي الذي يصور نفسه عليه.
ADARPRESS #