عبرت الإدارة الذاتية عن استعدادها التام للتعاون مع الأمم المتحدة للكشف عن مصير المفقودين في سورية، وأكدت أنها قادرة على تقديم الدعم والمساندة لجميع المبادرات التي قد تخفف من مـ ـعاناة الشعب السوري.
وأكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية بدران جيا كرد، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان أنه برغم تأخر مبادرة الأمم المتحدة إلا أنها مهمة لحلحلة الملف الذي يعتبر من أبواب الحل السياسي.
س-اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً ينص على إنشاء مؤسسة مستقلة معنيّة بالمفقودين في سورية، هل يمكن أن يكون هذا القرار الطريق لحلحلة هذا الملف الغامض، ومامدى نجاعته في ظل موجة تطبيع مع النظام.؟
ج-من المؤلم أن نجد في حصيلة الأزمة السورية بالإضافة للضحايا والجرحى مئات الآلاف من المفقودين ومجهولي المصير، القرار من حيث المبدأ رغم التأخر إلا إنه مهم جداً وضروري، والبدء بالبحث عن مصير المفقودين جزء أساسي من الحل لتحقيق العدالة الانتقالية لردم الشروخ وتجاوز العراقيل والتحديات التي تواجه العملية السياسية وسبقت هذه المحاولات جهود أخرى وهي الكشف عن مصير المفقودين وخطى الاتحاد الأوربي مسارات أيضاً في هذا الاتجاه، المهم هو آلية التنفيذ والتقصي؛ هذا مهم جداً، الأمم المتحدة معنية وعبر الجمعية العامة بوضع خارطة عمل وطريق لهذا الملف ولابد لأطراف النـ ـزاع في سوريا التعاون الجدي في هذا الإطار ونحن كلنا أمل في أن يتحقق نتاجات عملية في هذا الإتجاه.
ونحن في الادارة الذاتية نعمل على تشكيل لجنة بهذا الشأن لكي تكون مساعدة ومكملة للآلية الدولية
س-رحبت مسد بالقرار الأممي لتشكيل آلية للبحث عن المفقودين وبينت عن استعدادها لتقديم الدعم للكشف عن مصير المفقودين، هل من تفسير أكثر، وما نوعية الدعم الذي ستقدمه ؟
ج -كما تعلمون هناك الآلاف من معتقلي داعش ولديهم معلومات وتفاصيل واستطعنا خلال المدة الماضية من الوصول لبعض التفاصيل خاصة فيما يتعلق بالايزيديات اللواتي تمت خطفهن في شنگال 2014، هذه النقطة ومن خلال التحقيقات الموسعة وإجراء المحاكمات يمكن أن يكون لها فائدة مهمة، من جهة ثانية مناطقنا شهدت خلال الفترة الماضية حملات عدة لاعتقـ ـال الخلايا خاصة المدعومة من داعـ ـش ومن تركيا والذين يمتلكون أيضاً معلومات حول مصير بعض الأفراد. وايضا يتم الكشف الآن في المناطق التي تم تحريرها من داعش على المزيد من المقابر الجماعية التي ارتكبتها تلك المجموعات الارهـ ـابية وهذة القضية بحد ذاته تعتبر من القضايا الاساسية التي يجب أن تتعامل معها الموسسة الدولية للمفقودين في سورية بفعالية وبشكل مباشر عبر المؤسسات المحلية للإدارة الذاتية .
س- ما قراءتكم لامتناع دول عربية عن التصويت لصالح هذا القرار ؟
ج-الوضع في سورية لا يزال بحاجة لدور عربي أعمق غياب الدور العربي الفعال من أحد أهم أسباب الفوضى واستمرار الأزمة، أما عن موضوع عدم التصويت فلربما مرد ذلك لبعض الحسابات المتعلقة بسياسة التطبيع العربي مع النظام السوري لكن بالمجمل، نحن ندعو كل الدول العربية لأن تكون فعالة في سورية خاصة في قضايا عدة ومنها ملف المفقودين أحد أهم الملفات الحقوقية و الإنسانية في سورية.
س-شددتم في بيان مسد على ضرورة تشريك جميع السوريين في حلحلة النزاع السوري دون اقصاء، كيف يمكن تجميع مختلف الأطراف برغم الاختلاف تماشيا مع مصلحة البلاد؟
ج- إحدى الأسباب الاستراتيجية لاستمرار وتعمق الأزمة السورية وهي عدم وجود تصور سياسي مشترك بين جميع أطياف المعارضة السورية التي تتمثل بمجموعة مبادئ وطنية سورية عليا تتفق عليها جميع السوريين بحيث تضمن حقوق جميع أطياف المجتمع السوري وكذلك وجود أطر وكيانات سورية تعمل بإسم السوريين ولكنها لا تمثل جميع السوريين ويتم إقصاء أطراف سورية مهمة وهذه أيضا إحدى أسباب الفشل للجهود التي تبذل من اجل دفع الحوار السياسي إلى الأمام ، وأصبح السوريون يملكون تجربة مريرة وشاقة ولا بد من الجميع استخلاص الدروس والنتائج والعمل على خلق حالة التوافق بين القوى الوطنية المتفقة على رؤية واحدة يكمن من خلال مؤتمر وطني سوري تجتمع فيه كل هذه القوى وتتبنى خارطة حل واضحة وشفافة وهذا بداية لجمع الرأي السوري الوطني وبداية شراكة وطنية فعلية ولا نعتقد حال الإصرار على ذلك بأن هذا المنحى صعب. ولدينا محاولات حثيثة في هذا الإتجاه ونعول على القوى الوطنية السورية الديمقراطية الواعية في نجاح هكذا مسار في القريب.
ADARPRESS #