أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إطلاق مناورات عسكرية ضخمة تشارك فيها قوات روسية وسورية وتستمر لمدة أسبوع. وحملت تحـ ـذيرات موسكو من «استفـ ـزازات» تقوم بها القوات الأميركية في مناطق سورية، إشارة إلى ربط المناورات بتحركات تقوم بها واشنطن في أجواء سوريا.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي التابع للوزارة، أوليغ غورينوف، إن مناورات روسية – سورية تهدف لتطوير العمل المشترك للطيران والدفاع الجوي قد بدأت على الأراضي السورية.
وأوضح غورينوف: «تنطلق ابتداء من 5 يوليو (تموز) مـ ـناورات روسية سورية مشتركة على الأراضي السورية، تستمر 6 أيام، ومن المقرر خلال التدريبات العمل على مسائل تطوير العمل المشترك في قطاعات الطيران، وقوات التدخل السريع، ووسائل الدفاع الجوي، والحرب الإلكترونية في إطار صد الهـ ـجمات الجوية».
ومع أن موسكو لم تفصح عن تفاصيل أوسع حول حجم المـ ـناورات وطبيعة مشاركة القوات السورية فيها، لكن إشارات المسؤول العسكرية إلى «الانتهـ ـاكات» التي تقوم بها واشنطن في الأجواء السورية، ومسائل تعزيز قدرات الجيش السوري على صد الهجـ ـمات الجوية، حملتا إشارات إلى أن المـ ـناورات تشكل رداً مباشراً على تنشيط تحركات تل أبيب وواشنطن أخيراً.
وأضاف المسؤول العسكري أن «روسيا قلقة من الانتـ ـهاكات المنهجية لبروتوكولات عدم التضـ ـارب المتعلقة برحلات الطائرات دون طيار من قبل ما يسمى بالتحالف الدولي لمـ ـكافحة الإرهاب تحت رعاية الولايات المتحدة».
وأضاف غورينوف أنه «تم خلال يوم واحد تسجيل تسع حالات انتـ ـهاك فوق مناطق شمال سوريا من قبل طائرات دون طيار تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».
وأكد أن «زيادة عدد الطلعات الجوية غير المنسقة تؤدي إلى تصعيد التـ ـوتر، ولا تساهم في التعاون المتبادل والبناء. نذكركم بأن الجانب الروسي غير مسؤول عن سلامة الرحلات الجوية غير المنسقة للطائرات المـ ـسيّرة».
وكان غورينوف قد أعلن، قبل يومين، أن «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة انتهك مذكرة السلامة الجوية 315 مرة في سوريا خلال شهر يونيو (حزيران) المنصرم.
وأشار إلى أن الانتـ ـهاكات «موجهة ومنهجية، وقد ازداد عددها بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي».
في الوقت ذاته، اشتكى المسؤول العسكري الروسي من أن «طياري سلاح الجو الأميركي قاموا مرتين بتفعيل منظومات الأسلـ ـحة لديهم عند اقترابهم من الطائرات الروسية»، في تطور غير مسبوق منذ اتفاق الطرفين في 2015 على آليات لمواجهة وقوع احتكاكات غير مقصودة في مواقع نشاط قوات البلدين. وبحسب قوله، فإن الجانب الروسي يعمل على تثبيت الانتـ ـهاكات المنهجية والخطيرة لبروتوكولات عدم التـ ـضارب والمذكرة الثنائية لسلامة الطيران في سوريا من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
اللافت في توقيت المناورات الروسية السورية أنها جاءت أيضاً في وقت تصاعدت فيه وتائر الغـ ـارات الإسرائيلية على مواقع سورية. وكانت موسكو تفضل تجاهل التعليقات على هجمات الطيران الإسرائيلي سابقاً، لكنها شددت لهجتها خلال العام الأخير تجاه تل أبيب، وانتقدت أكثر من مرة الهجـ ـمات التي وصفت في حالات عدة بأنها «عـ ـدوانية».
وحمل تركيز الناطق العسكري على أن أحد أهداف المناورات المشتركة تعزيز قدرات الجيش السوري على مواجهة الهجـ ـمات من الجو إشارة مباشرة إلى هذا الملف.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، استبق انطلاق المناورات بإجراء جولة محادثات هاتفية الثلاثاء، مع نظيره السوري فيصل المقداد. تطرق خلالها الطرفان إلى «الوضع في سوريا وقضايا التنسيق بين البلدين في الأمم المتحدة»، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الروسية.
ولفت البيان إلى أن الوزيرين «تبادلا وجهات النظر حول قضايا الساعة على الساحة الإقليمية. وتم بحث الوضع في سوريا بشكل تفصيلي مع التطرق إلى كل الملفات المرتبطة بالمحيط السوري، كما تم إيلاء الاهتمام الرئيسي لقضايا التنسيق المشترك في منظمة الأمم المتحدة».
في سياق متصل، حذر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين من أن الإدارة الأميركية «تبذل قصارى جهدها لعرقلة التطبيع بين الدول العربية وسوريا، وتشويه سمعة القيادة السورية». ولفت إلى أن «الجانب الأميركي يحضّر لاستـ ـفزازات في جنوب سوريا مع استخدام مواد كيـ ـماوية سـ ـامة».
وجاء في بيان صدر عن الاستـ ـخبارات الخارجية الروسية: «فريق (الرئيس جو) بايدن يفعل كل ما في وسعه لعرقلة التطبيع العربي مع سوريا وتشويه سمعة القيادة السورية»، مشيراً إلى أن لدى موسكو معطيات حول قيام الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي، باختبارات على طرق استخدام مواد سـ ـامة في إدلب شمال سوريا بواسطة جماعة «حـ ـراس الدين» المرتبطة بتنظـ ـيم «القاعـ ـدة» ومجموعات من المتشـ ـددين التابعين لـ«حزب تركـ ـستان الإسلامي».
وقال المسؤول الأمني إن الجيش الأميركي سلّم مـ ـسلحي «داعـ ـش» الموجودين بالقرب من قاعدة «التنف» الأميركية في جنوب سوريا، صـ ـواريخ مشحونة بمواد سامة.
ووفقاً للاستـ ـخبارات الروسية، فقد تم مؤخراً في هذه القاعدة تشكيل لجنة استـ ـخبارات أميركية – بريطانية مشتركة، باتت تشكل المقر الرئيسي لقيادة وتوجيه نشاطات مسـ ـلحي «داعـ ـش» في جنوب سوريا وفي منطقة دمشق. ويرأس هذه اللجنة مسؤول كبير في القيادة المركزية الأميركية، بحسب ما تقول الاستـ ـخبارات الروسية.
وحذر البيان الروسي من أن الجانب الغربي «سوف يتصرف كما جرت العادة، وسوف يرفق المـ ـؤامرة بحملة إعلامية قوية، هدفها الإظهار لدول العالم العربي أن استئناف الحوار مع الرئيس بشار الأسد كان غلطة اسـ ـتراتيجية».
ADARPRESS #