تـ ـمرد فاغنر:كيف ساعدت حكومة دمشق القـ ـيادة الروسية بضبطهم؟
كشفت وكالة “رويترز” عن اتخاذ حكومة دمشق والقادة العسكريين الروس في سوريا مجموعة من التدابير والإجراءات العسكرية السريعة ضد أفراد مجموعة “فاغنر” المنتشرين على الأراضي السورية، ليلة تمرّد قائدها يفغيني بريغوجين ضد القيادة الروسية في حزيران/يونيو.
النظام خائف
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن الإجراءات شملت قطع خطوط الهاتف واستدعاء نحو عشرة من قادة فاغنر إلى قاعدة عسكرية روسية، إضافة إلى إصدار أوامر لعناصر المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور.
واعتبرت الوكالة أن هذه الإجراءات تكشف كيف تحركت حكومة دمشق بسرعة للسيطرة على قوة “المرتزقة” في سوريا، بدافع الخوف من تشتيت تركيز روسيا، شريكته العسكرية الرئيسية، وذلك في خضم الاحداث داخل الأراضي الروسية.
وفيما لم تعلق دمشق علناً على تمرد “فاغنر”، كشفت مصادر الوكالة عن قلق مسؤولين كبار في المخابرات وكذلك في قوات النظام من أن يؤثر التمرّد على الوجود العسكري الروسي الذي اعتمدوا عليه لفترة طويلة.
ونقلت عن مصدرين أحدهما ضابط كبير في “الحرس الجمهوري” أن عدد مقاتلي “فاغنر” في سوريا صغير نسبياً، ويتراوح بين 250 و450 فرداً، أو ما يقرب من عُشر القوة العسكرية الروسية التي يعتقد أنها موجودة في سوريا.
ومنذ أن تدخلت روسيا بشكل مباشر في سوريا في 2015، وساهمت باستعادة النظام السوري مساحات واسعة في البلاد، تشارك فاغنر في مهام قتالية وتأمين المنشآت النفطية في سوريا.
وقالت “رويترز” إنه عقب إعلان بريغوجين عن تحركه، أرسلت موسكو مجموعة من الضباط العسكريين الروس سريعاً إلى سوريا للسيطرة على قوات فاغنر هناك.
وقالت 3 مصادر للوكالة إن المخابرات العسكرية في النظام السوري قطعت خطوط الهاتف الأرضية والانترنت ليل الجمعة 23 حزيران/يونيو، عن المناطق التي تنتشر فيها فاغنر بهدف منع المقاتلين من التواصل مع بعضهم البعض أو المجموعة في روسيا أو أقاربهم.
كما نسّق مسؤولون في المخابرات العسكرية مع نظرائهم في وزارة الدفاع الروسية عن كثب من أجل السيطرة على مقاتلي المجموعة وعزلهم، حيث جرى استدعاء نحو 10 من العناصر القيادية في “فاغنر”، المنتشرين في محافظة حمص بوسط سوريا ومناطق أخرى، إلى قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية.
وبحسب الوكالة، فقد طُلب من مقاتلي المجموعة توقيع عقود جديدة تتضمن تقديمهم تقارير مباشر إلى وزارة الدفاع الروسية مع تخفيض أجورهم، موضحةً أن من رفض تلك الشروط جرى ترحيله جواً إلى روسيا بعد أيام، وعددهم بالعشرات.
وأظهرت بيانات موقع “فلايت رادار-24” لتتبع الرحلات الجوية أنه ما بين 25 و27 حزيران/يونيو، قامت طائرة روسية من طراز “إليوشن” ب3 رحلات على الأقل بين اللاذقية ومدينة باماكو عاصمة مالي في غرب أفريقيا حيث تنشط فاغنر أيضاً.
وقال مصدران للوكالة أحدهما أمني في قوات النظام إن قاعدة حميميم بمثابة مركز لوجستي لنقل مقاتلي فاغنر إلى ليبيا وأماكن أخرى في أفريقيا، فيما قال المصدر الآخر وهو دبلوماسي غربي: “نراقب كيف ستتعطل عمليات فاغنر”.