تتجه الحكومة السورية نحو خصخصة مؤسسة الخطوط الجوية السورية الأمر الذي يثير جدلاً واسعاً بين السوريين، وسط تخوف من قبل الموظفين العاملين في المؤسسة.
وسربت وسائل إعلام موالية اسم الشركة الخاصة التي ستستثمر المطارات السورية وهي شركة “إيلوما للاستثمار المساهمة المغفلة الخاصة”. ويشير مراقبون إلى أنها تتبع للقصر الرئاسي ما يعني أن خطة المضي في الخصخصة تستهدف خدمة الحكومة وأمراء الحـ ـرب بالمقام الأول.وينص قرار تصديق شركة إيلوما للاستثمار المنشور في العدد الخامس من الجريدة الرسمية على “إدارة واستثمار المنشآت التي تعمل في مجال السياحة وخدمات المطارات ودخول المناقصات والمزايدات مع القطاع العام وشراء الأسهم والحصص في جميع الشركات والمشاركة أو المساهمة في تأسيسها أو الاشتراك في إدارتها”.
ويبلغ رأسمال الشركة 100 مليون ليرة سورية وقد اكتتب المؤسسون وهم: علي محمد ديب، رزان نزار حميرة، راميا حمدان ديب، على رأس المال بشكل كامل.
ونص القرار رقم 618 الصادر عن وزارة النقل على تشكيل لجنة برئاسة وزير النقل وعضوية مدير عام مؤسسة الخطوط الجوية بهدف التفاوض مع شركة إيلوما لإنجاز العقد وفق العرض المقدم لاستثمار وتطوير وتشغيل مؤسسة الخطوط الجوية السورية.
وبالرغم من أن جريدة البعث حذفت تقريرين سابقين حول استثمار مطار دمشق الدولي مع شركة خاصة لم يتم ذكر اسمها في التقرير؛ إلا أن موقع “هاشتاغ سوريا” الموالي سرب خطة استثمار مؤسسة الخطوط الجوية الذي وصفته مصادر الموقع المطلعة في وزارة النقل بأنه “يشبه عملية الإملاء على المؤسسة التي هي آخر من يعلم بتفاصيله وشروطه” بحسب الموقع.
وذكر الموقع أن المطار يُقدَّم للاستثمار لشركة تدعى “إيلوما”، موضحاً أن وزارة النقل أحالت الموضوع إلى هيئة تخطيط الدولة لدراسة الجدوى الاقتصادية من المشروع ومن ثم سيقدم إلى مجلس التشاركية لاتخاذ القرار بشأنه من الدولة.
وينص كتاب جوابي أرسلته الشركة إلى وزارة النقل في وقت سابق على أن خطة تطوير الخطوط الجوية تشمل شراء وصيانة الطائرات والمحركات وقطع التبديل والوصول بأسطول الطائرات إلى 20 طائرة، وتتضمن الخطة ضخ استثمارات قدرها 300 مليون دولار خلال 20 عاماً.
وتوضح الشركة أن ذلك سيكون مقابل حصول المؤسسة على ما نسبته 20 في المئة إلى 25 في المئة من إجمالي الإيرادات “دون اقتطاع أي نفقة وستتم إعادة كافة أصول المشروع إلى المؤسسة من دون مقابل بعد نهاية مدة الاستثمار”.
ونقل موقع “هاشتاغ سوريا” عن عاملين في “السورية للطيران” أن أكثر ما يثير قلقهم هو مصيرهم، رغم أن تفاصيل العقد تؤكد الحفاظ على العمال الموجودين في المؤسسة والذين يقدر عددهم بنحو 3 آلاف عامل.
ويؤكد مدير البرنامج السوري في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية” كرم شعار أن الملاك الجدد لشركة “إيلوما” عبارة عن واجهات لا أكثر وتتبع بشكل مباشر لبشار الأسد من خلال يسار إبراهيم وعلي نجيب إبراهيم.
ويضيف شعار خلال حديث ل”المدن” أن الحكومة تتجه نحو خصخصة الخطوط الجوية السورية وحقوق تشغيل كل المطارات المدنية في سوريا. ويلاحظ أن هذه الخصخصة عبارة عن ابتلاع للقطاع العام من قبل واجهات اقتصادية تابعة للقصر الرئاسي.
ويوضح شعار أن الشركاء المؤسسين لشركة “إيلوما” وبالأخص راميا حمدان ديب تمتلك شركات عدة تتقاطع ملكيتها مع علي نجيب إبراهيم وهو الذراع الاقتصادي للقصر، والذي قام بتأسيس عشرات الشركات خلال السنوات الأربع الماضية، وعلى رأسها شركة “سند” للحراسة وهي شركة ترفيق للفوسفات الروسي وتتعاون مع “فاغنر.
ADARPRESS #