مباحثات الإدارة الذاتية مع المعارضة وحكومة دمشق
في معرض ردّ الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، على بعض استفسارات المشاركين في الملتقى السوري لثورة 19 تموز، الذي نُظّم اليوم برعاية حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، كشف عن تفاصيل جديدة قد تجيب على العديد من التساؤلات التي تدور في أذهان الشعب السوري، وفي مقدمتهم الشعب في شمال وشرق سوريا.
حيث أشار في مستهل رده، جيا كرد، إلى السياسة التي اعتُمدت منذ بدء الأزمة السورية، وما وصلت إليه الثورة حتى اليوم في شمال وشرق سوريا: “إن ما تم تحقيقه في المنطقة كان بفضل العقلية والذهنية المتكاملة لقيادة هذه الثورة ومبادئها، على عكس الأطراف التي تحولت لأدوات تنفيذ أجندات خارجية، وحرفت الثورة السورية عن مسارها”.
وقال: “اعتمدت ثورة 19 تموز على الحفاظ وحماية المناطق وعدم الانخراط في صراعات إقليمية ودولية، وكان الهدف الأساسي هو حماية شعب المنطقة. وعلى هذا الأساس اتخذنا مبدأ التعايش المشترك الذي كان أساساً بين سكان المنطقة، لتكون قاعدة أساسية لانطلاق الثورة، وسعينا لنظام سياسي في إطار سوريا موحدة ضمن الحدود السياسية الراهنة، بعكس باقي الجهات التي اتهمتنا على الدوام بالانفصالين.
وكشف في ردّه جيا كرد، عن آخر المتغيرات السياسية، ومستوى تواصل ومباحثات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مع عموم الأطراف الأخرى في سوريا وخارجها، بدءاً من مستواها مع المعارضة السورية الداخلية والخارجية ذات التوجه الديمقراطي، وذات مساعي التغيير، مروراً بمستواها مع ما يسمى “الائتلاف السوري المعارض”، وصولاً لمستواها مع حكومة دمشق.
الخريف المقبل موعد مؤتمر سوري لقوى التغيير الديمقراطي
وتطرّق في البداية لمستواها مع المعارضة ذات التوجه الديمقراطي والمعتدلة، وأصحابها الراغبين في التغيير، حيث قال: “هناك عمل متواصل منذ سنوات، وهناك مشروع باتجاه إنشاء جبهة وطنية سورية ديمقراطية، باعتبار مشروعنا في أساسه سوري وطني ديمقراطي، وبناءً عليه يتم العمل على تطوير هذا العمل مع جميع الأطراف السورية، وخاصة التي تؤمن بالمبادئ الأساسية للحفاظ على سوريا. في المرحلة الراهنة هناك لقاءات ونقاشات مستمرة للوصول إلى عقد مؤتمر سوري لقوى التغيير الديمقراطي، وهذا العمل وصل لمراحله الأخيرة، ويمكن أن يتم هذه العمل خلال فصل الخريف”، دون أن يكشف عن تفاصيل أوفى عن تاريخه بالتحديد.
المعارضة المرتبطة بتركيا لا يمكن التفاهم معها إلا إذا تخلّت عن الأجندة الخارجية وانتهاكاتها
وفيما يتعلق بالتباحث والتواصل مع الأطراف السورية المعارضة الأخرى في الداخل والخارج، وكذلك ما يسمى “الائتلاف السوري المعارض”، قال: “هناك تواصل مع كل الكتل والمجموعات المعارضة الموجودة في سوريا وخارجها، أما فيما يتعلق بالتواصل مع المعارضة التابعة للاحتلال التركي، وفي المناطق التي تحتلها تركيا، فإنه لا يمكننا التطرق إليها كثيراً، أو التباحث والتواصل معها”.
وعلل ذلك بالقول: “كونها مرتبطة بالاحتلال التركي وتستمر بانتهاكاتها بحق شعوب المنطقة، ولا يمكن التفاهم معهم، إلا إذا تخلّوا عن أجنداتهم الخارجية، حينها يمكن أن يتم التواصل معهم”.
مستوى المباحثات والتفاوض بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق
أما حول مستوى تواصل الإدارة الذاتية، وتباحثها مع حكومة دمشق، فقد قال: “موقفنا من النظام السوري من الناحية السياسية ثابت، فمنذ بداية الثورة وحتى الآن، وعندما قمنا بحراكنا الشعبي في روج أفا، كان موقفنا واضحاً متمثلاً بضرورة التغيير الشامل في سوريا، نحن لا نسعى لتغيير الحكم في سوريا أو تداول السلطة، إنما هدفنا هو تغيير السياسة الداخلية، وتغيير الدستور، بحيث يكون هذا الدستور ضامناً لحقوق جميع المكونات والمجتمعات الموجودة في سوريا. لذلك ما زلنا متمسكين بهذه الموقف، وفي المرحلة الراهنة ليس هناك أي متغيرات في مستوى التباحث أو التفاهم بين الإدارة الذاتية والنظام، ولا يوجد هناك أي تفاوض سياسي أو أي حوار أو اتفاق حتى الآن”.
ونوّه إلى وجود تنسيق عسكري، دون تنسيق وتفاهم سياسي، بالقول: “هناك تنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الجيش عبر الجانب الروسي، بعد احتلال تركيا لمدينة سري كانيه، لكنه لا يتعدّى ذلك، ولا يمكننا ذكره على أنه تفاهم مع النظام السوري، لكننا ندعوهم دائماً للحوار لإنهاء معاناة الشعب السوري”.