
في كلمة ألقتها السفيرة دوروثي شيا القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، قالت: “أشكركم، السيد الرئيس. وبما أن هذه هي المرة الأولى التي أجلس فيها معكم في هذا المجلس، أود أن أهنئكم على رئاستكم، وأن أشيد مرة أخرى بالجزائر، وأشكرها على قيادتها في الشهر الماضي. أشكر وكيل الأمين العام “فلاديمير فورونكوف” والمديرة التنفيذية “ناتاليا جيرمان” على إعدادكما المشترك للتقرير العشرين عن تنظيم الدولة الإسلامية وعلى إحاطاتكما الإعلامية”.
وأضافت: “نحن نتابع عن كثب الوضع في سوريا. فالولايات المتحدة تريد الاستقرار والأمن في المنطقة، ونريد أن تعيش سوريا بسلام مع جيرانها، وتحترم حقوق الإنسان، وتمنع الإرهابيين من استخدام بلادها كملاذ آمن.
تحث الولايات المتحدة الدول الأعضاء على إعادة مواطنيها المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين حاليًا في مراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا إلى أوطانهم على وجه السرعة، ومحاكمتهم حسب الاقتضاء. ويجب ألا يُسمح لهؤلاء الأفراد بتجديد صفوف داعش.
كما أن الولايات المتحدة تلتزم بمنع استخدام سوريا كقاعدة لتنظيم داعش أو الإرهاب المدعوم من إيران أو أي جماعات إرهابية أخرى تهدد المنطقة. إن التدمير الكامل والقابل للتحقق لبرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا أمر حيوي للأمن والاستقرار الإقليمي، وضمان عدم استخدام هذه الأسلحة للإرهاب.
إن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى في مختلف أنحاء العالم تشكل أولوية قصوى لإدارة ترامب. وقد اتخذ الرئيس ترامب بالفعل إجراءات حاسمة بالتعاون مع الحكومة الصومالية بتوجيه ضربات جوية دقيقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال في الأول من فبراير/شباط.
رسالة الرئيس ترامب واضحة: “الولايات المتحدة مستعدة دائمًا للعثور على الإرهابيين الذين يهددون الولايات المتحدة وحلفاءنا والقضاء عليهم”.
لقد توسع تنظيم داعش في وتيرة هجماته وشدتها في منطقة الساحل، مما جعل هذه المنطقة بمثابة المركز العالمي للوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية. وعلى هذا النحو، فإن داعش في الصومال، وداعش في منطقة الساحل، وداعش في غرب أفريقيا تشكل مجتمعة تهديدًا كبيرًا للاستقرار والازدهار في أفريقيا.
وكما يسلط تقرير الأمين العام الضوء على أن الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في آسيا الوسطى، وأبرزها تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، تشكل أيضاً تهديداً عالمياً كبيراً. ونحن لا نزال نشعر بالقلق إزاء قدرات تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان على التخطيط وتنفيذ الهجمات، فضلاً عن دعم حملات التجنيد، وخاصة في أفغانستان وباكستان.
إن المساءلة عن الهجمات الإرهابية وغيرها من الأنشطة الإرهابية تشكل مفتاحاً لمكافحة الإرهاب، وردع مثل هذه الأعمال عن الحدوث في المستقبل. وفي هذا السياق، نحث أعضاء هذا المجلس على اتخاذ الإجراءات اللازمة، والموافقة على إدراج المزيد من التنظيمات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في لجنة العقوبات المنشأة بموجب القرار 1267، حتى تخضع لتجميد الأصول على مستوى العالم، وحظر السفر، وحظر الأسلحة.
وعلاوة على ذلك، فإننا نشجع الدول الأعضاء على القيام بدور نشط وفي الوقت المناسب في تحديث وتنفيذ عقوبات القرار 1267 للأمم المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.
إن المال هو شريان الحياة للإرهابيين. ويتعين علينا أن نعزز جهودنا الجماعية لوقف تدفق الأموال إلى الإرهابيين والجماعات الإرهابية.
وأخيراً، وكما أشار الأمين العام بشكل صحيح، فإن جهود الدول الأعضاء لمكافحة الإرهاب يجب أن تتوسع إلى ما هو أبعد من النهج المرتكز على الأمن وتشمل جهوداً شاملة لمنع وردع التهديدات الإرهابية الناشئة.
ويجب أن تكون التدابير التي تتخذها الدول الأعضاء لمواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين متوافقة مع سيادة القانون، وتحترم حقوق الإنسان، ولا تستخدم كذريعة لإسكات المعارضة السياسية.