رفض المحـ ـتجون في ساحة “الكرامة” وسط مدينة السويداء جنوب سورية، أي محاولة لعسكرة حراكهم الثوري، الذي دخل، أمس الثلاثاء، يومه التاسع على التوالي، في ظل إصرار على استمراره حتى تحقيق تغيير سياسي، وفق القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية السورية.
ولليوم الحادي عشر على التوالي، توافدت حشود من المحتجين، من مختلف بلدات وقرى المحافظة إلى ساحة السير (الكرامة) وسط مدينة السويداء، مرددين شعارات تؤكد أن “الشعب السوري واحد”، وهو الشعار الأول للثورة السورية التي بدأت في ربيع العام 2011، ومارس النظام كل أساليب القمع لوأدها.
كما واصل المتظاهرون في ساحة الكرامة ترديد شعارات ثورية أخرى من قبيل “عاشت سورية… ويسـ ـقط بشار الأسد”، رافعين صوراً لرموز سورية وطنية، أمثال يوسف العظمة وسلطان الأطرش اللذين واجها الاحتلال الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي.
مطالبة بمحاكمة دولية للأسد
وطالب المحتجون، عبر لافتات رُفعت في ساحة التظاهر، بـ”محاكمة دولية لمجرم غاز السـ ـارين والبـ ـراميل والكبـ ـتاغون”، في إشارة الى رأس النظام بشار الأسد. وواصل محتجون إزالة صور بشار الأسد بالقرب من مبنى المركز الإذاعي والتلفزيوني في مدينة السويداء. ويستحوذ الحراك الثوري في السويداء على اهتمام كل السوريين داخل البلاد وفي دول الاغتراب، حيث تتواصل الوقفات المؤيدة له.
وقال الناشط المدني ساري الحمد: “، إن “السويداء اليوم لسان حال كل السوريين”، مضيفاً: نحن اليوم في قلب الثورة التي لن تنتهي إلا برحيل الأسد عن السلطة، وتطبيق القرار الدولي 2254 بكل مضامينه التي تنص على تحقيق انتقال سياسي، ووضع دستور وإجراء انتخابات. وأشار إلى أن “الجموع التي تكتظ بها ساحة الكرامة لن تقبل بحلول جزئية، ولن توقفها تهديدات النظام”.
وكان لافتاً استمرار الحضور النسائي في تظاهرات ساحة الكرامة، التي تعيد إلى أذهان السوريين الساحات الكبرى في المدن السورية التي شهدت طوال سنوات تظاهرات حاشدة، مثل “ساحة العاصي” في مدينة حماة، وساحة “الساعة” وسط مدينة حمص، قبل أن يقمعها النظام بطرق وحشية.
وأنشأت فصـ ـائل ومجموعات أهلية، أمس الثلاثاء، نقطة تفتيش على طريق دمشق – السويداء عند قرية حزم في الريف الشمالي لمحافظة السويداء، بهدف حماية القادمين إلى المنطقة.
وذكرت شبكة “الراصد” الإعلامية، التي تنقل أخبار السويداء، أن الحاجز أنشئ بالتوافق بين عدد كبير من الفصـ ـائل في المحافظة وبعض الجهات الدينية، بهدف حماية الداخلين والخارجين وتقديم المساعدة للحالات الطارئة.
ونقلت الشبكة عن مصادر في هذه الفـ ـصائل تأكيدها أن الحاجز “لا يهدف لإعاقة حركة المرور على الأوتوستراد، وإنما هو إجراء وقائي لإحباط أي تهديدات محتملة، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد”، مشيرين إلى أن “عمل الشباب الموجودين على الحاجز يقضي بالتدقيق بهويات المارة والسماح لهم بالمرور، مع تفتيش السيارات التي يشتبهون فيها فقط”.
وكانت الحكومة السورية هددت عبر عدد من المرتبطين بأجهزته الأمنية بسيارات مفخخة يمكن أن تضرب مدينة السويداء، في حال استمرار الاحتجاجات، التي بدأت للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية، لكنها انتقلت بعد ذلك للمطالبة بإسقاط النظام، الذي لا يمكنه التعامل بعنف مع هذه الاحتجاجات نظراً للخصوصية التي تميّز السويداء ذات الغالبية الدرزية من السكان.
ADARPRESS #