حزب سياسي سوري معارض: ” أحداث السويداء والساحل وصراع أجنحة النـ ـظام و استهداف أفراد عائلة بشار الأسد”
أعرب مجلس الإدارة السياسية لحزب الحداثة والديمقراطية لسورية عن موقفه في أحداث والاحتجاجات السلمية في السويداء، وذلك بأنه و على عكس غالبية السوريين و غير السوريين لم يفقد حزب الحداثة يوما ايمانه بانتصار الثورة السورية ، بل حتى انه اكد منذ صدور قرار ٢٢٥٤ عن مجلس الامن ، ان الثورة السورية غيرت سورية للابد و انها قد انتصرت رغم عدم سقوط النظام وبقائه مسيطرا على مناطق شاسعة من البلاد ،وان الوضع في سورية من المحال ان يعود الى طبيعته التي كان عليها قبل اذار من عام ٢٠١١ ، و لا مفر من بتطبيق قرار مجلس الامن ، الذي سيغير طبيعة النظام و سيعيد توزيع مراكز ثقل القوة فيه بعيدا عن الاسدية التي كانت وحدها نظاما لانتاج جميع مناحي الحياة العامة في البلد ، و ان تطبيق هذا القرار انما يحتاج لتوافر بيئة دولية و اقليمية و محلية تسمح بتطبيقه ،وهذه البيئة ستتوفر في غضون سنوات قليلة و لا مفر من توفرها ..
وليس ذلك وحسب بل ان الذي لم يفقد فيه الامل حزب الحداثة و ظل يراهن عليه ، هو ان تخرج عليه المزيد من المدن و البيئات الاجتماعية السورية التي اما كانت محايدة او داعمة له ،و ان تستغل ضعفه بعض اجنحته فتنشب صراعات بين بعضها بعضا و بينها و بين رأس النظام نفسه و المحسوبين عليه ، وهو ما بدأ يحصل في الاسابيع السابقة بالفعل ، فها هي مدينة السويداء التي نأت بنفسها عن مطالب الثورة السورية التي اشتعلت عام ٢٠١١ تخرج عن بكرة ابيها على النظام ترفضه وتدعو الى رحيله ، وها هي مدن الساحل و الغاب التي يشكل العلويون السوريون غالبية اهلها و سكانها ، تجهز عدتها للخروج على الاستبداد و تنفض عنه وتنأى بنسبة غير مسبوقة عن دعمه ،وهي و ان كانت في بداية حراكها الرافض ،او ربما في مرحلة الارهاصات و المقدمات ، الا ان المطالب و الاحتجاجات المتنقلة في هذه المناطق ، و الكتابة على جدران ابنيتها و الاستياء الذي بلغ حد شتيمة النظام بين من كانوا محسوبين عليه و من عظام رقبته كما يقال في الدارج السوري كلها تشي بذلك ، ليس ذلك فقط ، بل بدأت مؤشرات الصراع بين اجنحة النظام تلوح في العلن هي الاخرى ، وليس بداية استهداف بعضها لنواته العائلية الصلبة ونيلها من هيبة الديكتاتور بشار الاسد الا توثيقا موضوعيا و عمليا لذلك ، و لعل حادثة استهداف علي حسان الاسد ،التعرض له و الاعتداء عليه قبل اكثر من اسبوعين من قبل افراد و مجموعة مقربة من رئيس ميليشيا الدفاع الوطني في اللاذقية والتكتم عليها لوقت طويل ، ودون حدوث اية ردود افعال من النظام او اجهزته ،كل ذلك يظهر الى اي حد بات “حيط النظام و عائلته واطي” وكما لم يكن قط ، و لو ان هذه الميليشيا لم تلمس ضعفا و تبددا في سطوة النظام لما تجرأت على التعرض العلني لاحد ابناء عمومة الاسد دون صدور اي ردع امني او اكتراث من وزارة الداخلية و قوى الشرطة التي يبدو انها بدت راضية عن هذا الهجوم ، ولعل قابل الايام يحمل استهدافات جديدة لعائلة الديكتاتور و محيطه الاقرب ، و ان غدا لناظره قريب .
نعم ان هيبة الدكتاتور قد بدأت بالتلاشي والالفاظ النابية التي تشتمه باتت علنية ليس فقط في دمشق و حلب بل و في مدن الساحل السوري و الغاب و بين من كانوا يعدون اهم شبيحته و المدافعين عنه .
و الثورة السورية ، برهاناتها و اسئلتها، عن الحرية و العدالة و الكرامة و احترام حقوق الانسان كما هي آيلة للتحقق في مناطق الادارة الذاتية الديمقراطية ، هي على مسار متقدم و باضطراد نحو تحقيق اهدافها في عموم البلاد ..و الموضوع موضوع وقت و حسب ، و التاريخ الذي تحرك في السورية و احدث شقوقا و شروخا ووجعا في حياة السوريين ، لن يتوقف او يعود الى الوراء ، و الحرية في المستقبل القريب هي قدر السوريين ، وهم محكومون بها لا محالة .