واشنطن تؤكد الإحبـ.ـاط العربي من الأسد..لأنه لم يقدم شيئاً
كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف عن إحباط الدول العربية من بشار الأسد عقب تطبيع العلاقات معه وإعادته إلى جامعة الدول العربية، فيما أكد سفير بريطانيا في الأمم المتحدة أن سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين السوريين.
وقالت ليف ضمن فعالية قمة “سيمافور العالمية للشرق الأوسط” في نيويورك، إن النظام السوري يصدّر عدم الاستقرار إلى جميع دول العالم وخصوصاً عبر تجارة “الكبتاغون”.
وكشفت كبيرة دبلوماسيي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عن وجود إحباط عربي من الأسد قائلةً: “أسمع كثيراً من الإحباط من شركائنا العرب بأن نظام الأسد لم يقدم لهم شيئاً” رغم تطبيع العلاقات معه وإعادته إلى الجامعة العربية.
وكان وزراء خارجية الدول العربية قد اتفقوا في القاهرة مطلع أيار/مايو، على إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، كما حضر رئيسه بشار الأسد القمة العربية في مدينة جدة السعودية، بعد غياب نحو عقد من الزمن، وذلك مقابل تنازلات للحل السياسي وفق مبادرة عربية تقوم على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”.
وقالت ليف إن الولايات المتحدة “تختلف” في مقاربتها إزاء الأزمة السورية عن الدول العربية، وأكدت أن “التطبيع مع بشار الأسد لن يؤتي بأي نوع من التغيير في سوريا”.
وأضافت الدبلوماسية الأميركية أن واشنطن “في حوار منتظم مع شركائها العرب حول جهودهم بشأن الحل في سوريا”، كما طالبت بمحاسبة الأسد عن المختفين قسراً في سجونه منذ 10 سنوات.
ويبدو من حديث ليف أن واشنطن حسمت أمرها من التطبيع مع الأسد، إذ كشفت الدبلوماسية نفسها في وقت سابق، عن عدم ممانعة إدارة بايدن للتطبيع لكن بشرط الحصول على تنازلات مقابل ذلك من الأسد، لتعود لاحقاً وتعتذر أمام الكونغرس عن تلك التصريحات.
وتباطأت خطوات التطبيع العربي مع الأسد بعد أشهر من إعادته للجامعة العربية، إذ كان من المقرر أن تتبادل السعودية السفراء وفتح السفارات مع النظام السوري، وهو ما لم يحصل حتى الآن، رغم تصدير إعلام النظام تقارير خلال حزيران/يونيو عن قرب افتتاحها.
كما كشفت تقارير صحافية عن تجميد لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا، اجتماعاتها مع النظام السوري، بسبب عدم التزام الأخير بخطوات حل الأزمة السورية وفقاً للمبادرة العربية.
اعتقال العائدين
وفي ملف انساني متصل بسلوك الاسد، قال سفير بريطانيا في الأمم المتحدة سيمون مانلي في اجتماع الدورة الـ53 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بشأن سوريا، إن اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم تعرضوا للاعتقال التعسفي والابتزاز من أجهزة أمن النظام السوري.
وأَضاف ان أدلة الانتهاكات بحق العائدين تؤكد أن ترحيب الأسد بعودة اللاجئين “لا يمكن الوثوق به”، وشدد على أن الأسد “لا يبالي بحياة الشعب السوري، الذي يجب ألا نتخلى عنه”.
ودعا أعضاء مجلس حقوق الإنسان إلى “توحيد الجهود” لضمان المساءلة على جرائم النظام السوري، لاسيما الوفيات بين المدنيين والقيود على المساعدات والاعتقال التعسفي.
وسبق أن حذّرت المنظمات الدولة والحقوقية من إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم، بسبب مخاطر تتعلق باعتقالهم من قبل قوات الأمن السورية، مؤكدةً اعتقال لاجئين عادوا إلى سوريا بينهم أطفال، ونساء تعرضن للاغتصاب.