الجندرما التركية ترتكب جـ ـرائم قتـ ـل وتعـ ـذيب بحق السوريين على الحدود
حرس الحدود التركي أو ما يسمى “الجندرما” مستمرٌ عن سابق إصرارٍ وترصُّدٍ بانتهاك المعايير الإنسانية والأخلاقية فيما يتعلق بالسوريين، الذين يحاولون اجتياز الحدود، فمن سَلِم من رصاصه لا يسلم من الضرب المبرح والإهانة بعد الاعتقال.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق منذ مطلع العام ٢٠٢٣ فقدان٢٥ مدنياً لحياتهم بالرصاص الحي على الحدود مع تركيا، وإصابة نحو ٤٠ آخرين بينهم أطفالٌ ونساء.
منظمة “مظلوم دير” الحقوقية التركية قالت في تقريرٍ لها، إن ما يجري على الحدود انتهاكاتٌ خطيرةٌ للغاية، ولا يمكن اعتبارها مجرد أخطاء، نظراً لتكرارها المتزايد خاصةً في الآونة الأخيرة، ولا سيما أنها باتت تستهدف السوريين حتى داخل الأراضي السورية وليس فقط على الحدود.
“مظلوم دير” ليست المنظمةَ الوحيدة التي تطرَّقت إلى الجرائم التي يرتكبها عناصر الجندرما بحق السوريين، حيث سبقتها إلى ذلك منظماتٌ وجهاتٌ عديدة، من بينها هيومن رايتس ووتش التي أشارت في تقريرٍ لها أن الجندرما التركية تطلق النار عشوائياً على المدنيين السوريين الذين قالت إنه يتم استخدام القوة المفرطة بحقهم.
وفي أوائل آذار/مارس ٢٠٢٣، قال تقريرٌ أصدرته هيومن رايتس ووتش أن عمليات القتل التعسفي للسوريين هي الأكثر فظاعة، وهي جزءٌ من نمطٍ وصفته بالوحشي تنتهجه الجندرما دون أن تمنعه السلطات التركية أو تحقق فيه.
وبحسب التقرير فإن “الجندرما” قتلت ما لا يقل عن مئتين وأربعةٍ وثلاثين سورياً، وأصابت مئتين وواحدٍ وثلاثين آخرين، مبينةً أن الغالبية العُظمى من تلك الجرائم، وقعت عندما كان الضحايا يحاولون عبور الحدود، ومن بين القتلى ما لا يقل عن ٢٠ طفلاً، مع إصابة ١٥طفلاً آخرين بجروح.
وخلال سنوات الأزمة السورية، تحوَّلت ظاهرةُ تهريب السوريين عبر الحدود مع تركيا إلى تجارةٍ رائجةٍ لدى الجندرما التركية وقادة الفصائل الإرهابية، لكن المئات تعرضوا للضرب المبرح والإذلال، وفقد كثيرٌ منهم حياتهم تحت التعذيب بعد اجتيازهم الحدود، رغم دفعهم مبالغَ ماليةٍ طائلة. ووثقت تقاريرُ إعلاميةٌ وحقوقية منذ بداية الأزمة عام ٢٠١١، مقتل نحو ٦٠٠ مدنيٍّ سوري معظمهم من النساء والأطفال برصاص الجندرما التركية.