غالباً ما تنحاز الدول والقوى وحتى المنظمات التي تدعي عملها الإنساني إلى جانب بعض الشعوب غير الأخرى، وتتعامل مع قضاياها بازدواجية واضحة.
وهنا عندما يتم الحديث عن الازدواجية، فأن بعض المنظمات الدولية والتي تعني بقضايا الشعوب وملفاتهم وتحديد الجرائم التي تتعرض لها لا تخرج حتى بموقع خجول تجاه ذلك، بل تلتزم الصمت على حساب ذلك.
جميع الوسائل الإعلامية العالمية نقلت وتنقل صورة الهجمات التي تنشها الدولة التركيا على الأراضي السورية وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا، وتظهر بالتوثيق الواضح حقيقة العدوان التركي، ومحاولته تدمير البنية التحتية في المنطقة بشكل كامل، وجعل المنطقة في حالة خناق اقتصادي تام.
الهجمات التي تتعرض لها شمال وشرق سوريا ليست وليدة اللحظة، بل مستمرة منذ حتى قبل احتلال عفرين في عام 2018، وفي شهر تشرين الأول صعد الاحتلال من استهدافه للمنشآت الحيوية في المنطقة، ودمر محطات الكهرباء والنفط والغاز بشكل شبه كامل، وابقى المنطقة في حالة انعدام لمقومات الحياة الضرورية، لكن وبالرغم من ذلك ووحشية الجرائم التركية المرتكبة.
حيث اسفر العدوان الأخير عن استشهاد أكثر من 47 مواطناً وإصابة أكثر من 50 آخرين، ومن بينهم أطفال بترت أطرافهم جراء إصاباتهم، وبقي الالاف من الطلبة محرومين من التعليم لاستهداف الاحتلال التركي المباشر للقرى الآهلة بالسكان والمدارس.
لكن وبالرغم من ذلك بقيت المنظمات الدولية ” الإنسانية” وحتى العاملة منها في شمال وشرق سوريا في موقع الصامت تجاه ذلك، بالرغم من أنها نفسها أوقفت نشاطاتها في المنطقة جراء الهجمات أي أنها على علم بكل ما يجري من وحشية.
بالنظر إلى ذلك، ومع بدء الحرب بين حماس وإسرائيل ، خرجت ذات المنظمات والجهات الدولية تتباكى على الضحايا من الطرفين واصدرت عشرات التقارير عن استهداف الأطفال والشيوخ والنساء ، وتدمير البنية التحتية، حتى أردوغان الذي يشن الهجمات على البنية التحتية اظهر نفاقه بتصريحاته حول استهداف الجيش الإسرائيلي للبينة التحتية و ارتكاب المجازر في غزة.
أي أن ازدواجية التعامل مع قضايا الشعوب هي سمة اتصفت فيها الجهات الدولية وجعلت من ذلك أسلوب في التعامل معها.
وهنا يبقى السؤال، هل فعلاً يجب أن يتم حذف ملحق كلمة” الإنسانية والحقوقية وما إلى ذلك من أسماء الكثير من الجهات والمنظمات الدولية أم أن التعامل بازدواجية هي سياسة الثعلب والدجاجة في التعامل مع الشعوب؟
#ADARPRESS
خاص/آدار برس
