حصـ ـار حكومة دمشق يهـ ـدد حياة الأهالي بالأشرفية والشيخ مقصود وريف حلب الشمالي
نقصٌ في الإمدادات الطبية والغذائية، وشحٌّ في المحروقات والكهرباء وجميع أشكال الطاقة، وتفشٍّ للأمراض الوبائية والموسمية جرّاء البرد القارس مع قدوم فصل الشتاء، مشكلات لا يمكن حصرها يعانيها مدنيون باتوا ضحية لصفقات ومقايضات الحرب التي تشهدها سوريا منذ ٢٠١١ وسط تحذيراتٍ من كارثةٍ إنسانيةٍ تهدِّد حياةَ الملايين.
مشكلات ومعاناة فاقت جميع الحدود، يعيشها أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، ومنطقة تل رفعت وقرى بريف حلب الشمالي، حيث يقطن عشرات آلاف المهجرين قسراً من منطقة عفرين المحتلة، جراء حصارٍ قديمٍ جديد يفرضه عناصر ما تسمى “الفرقة الرابعة” بقوات حكومة دمشق بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، بغية تحقيق أهدافٍ سياسيةٍ وميدانيةٍ معينة، بحسب تقاريرَ حقوقية.
حصارٌ عمدت الحكومة السورية على تشديده بشكلٍ أكبر مع دخول المنطقة في فصل الشتاء، منعت بموجبه إيصال أيٍّ من المواد الغذائية والطبية والمحروقات وغيرها من مستلزمات الحياة، تزامناً مع هجماتٍ شبه يومية يشنّها الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له على المنطقة، وانتهاكاتٍ تعدّ ولا تحصى ترتكب ضد المدنيين هناك من خطفٍ وقتلٍ وسلبٍ للممتلكات.
ونتيجة للممارسات اللاإنسانية التي تتعمّدها قوات الحكومة السورية من خلال حصارها المفروض على المنطقة، حذرت مصادر طبية، من ازدياد حالات الإصابة بالأمراض الداخلية وسوء التغذية لدى الأطفال والبالغين نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى فقدان بعض السلع الأساسية مثل مادة الطحين.
وعلى خلفية الحصار وفقدان المواد الأساسية وبشكلٍ خاص المحروقات، أصدرت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بريف حلب الشمالي، قراراً يقضي بتعليق الدوام في كافة المدارس والمعاهد، مبينةً أنّ أربعةَ عشرَ ألفاً وخمسَمئةِ طالبٍ وطالبة ضمن ثمانٍ وستين مدرسةً في منطقتي عفرين وريف حلب الشمالي حرموا من التعليم، في حين أنّها تسعى لإيجاد بدائلَ للدوام المدرسي من خلال التعليم عبر الإنترنت إلى حين فكِّ الحصار وإيجاد حلٍّ لمشكلة انعدام المحروقات.
وتعدّ المناطق المحاصرة، من المناطق المتضررة أساساً من جرّاء زلزال السادس من شباط /فبراير الماضي والذي ضرب مناطق عدة في البلاد، وخلّف عشرات آلاف القتلى والجرحى وخسائرَ ماديةً كبيرة في البنى التحتية للمنطقة، فيما يرى مراقبون أنّ الحصار الخانق له ارتباطٌ وثيق بالوضع العسكري والسياسي المعقّد في سوريا، مؤكدين أنه محاولةٌ للضغط على أهالي المناطق المحاصرة وابتزازِهم معيشياً لاعتباراتٍ عدة أبرزها موقفُهم المناهض للحكومة السورية.