السفارة السورية تستأنف أعمالها في الرياض بعد قطيعة 11 عاماً
أعلنت سفارة حكومة دمشق في العاصمة السعودية الرياض، عن استئناف أعمالها القنصلية الأربعاء، بعد قطيعة دبلوماسية دامت أكثر من 11 عاماً بين البلدين، وكذلك بعد يوم واحد من تعيين الأسد سفيراً لدى المملكة.
وقالت السفارة في بيان، إنها ستبدأ في تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين السوريين اعتباراً من 17 كانون الأول/يناير، مشيرةً إلى أن مراجعة السفارة تتم بناءً على موعد مسبق عبر الحجز على الموقع الإلكتروني.
وأتى إعلان الافتتاح بعد يوم واحد على تعيين بشار الأسد، أيمن سوسان سفيراً لدى الرياض، وتأديته اليمين الدستورية كأول سفير لدى المملكة بعد القطيعة الدبلوماسية بين الجانبين دامت أكثر من 11 عاماً.
وكانت السعودية قد سحبت سفيرها في دمشق وأغلقت سفاراتها هناك في 2012، كما طردت السفير السوري لديها، بسبب القمع الذي مارسته حكومة دمشق ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية وإسقاطه.
إلا أن الرياض عادت في 2023، في مسار مختلف يقوم على التقارب والتطبيع مع دمشق، ثم قيادة الجهود العربية من أجل إعادته إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية، والذي تحقق في أيار/مايو، وحضور الأسد للقمة العربية في الرياض.
وكان وزير خارجية دمشق فيصل المقداد قد تفقد مقر القنصلية السورية في الرياض مرتين، آخرها كان في تشرين الثاني/نوفمبر، بوجود مسؤولين سعوديين، وذلك تمهيداً لإعادة فتح القنصلية.
وسبق ذلك، وصول البعثة الدبلوماسية السورية إلى مقر السفارة في الرياض لاستكمال العمل على إعادة افتتاحها، وضم وفد البعثة حينها القنصل السوري إحسان رمان، عامر الطيان، حسين عبد العزيز، راكان داوود.
ورغم إعلان الرياض ودمشق عن استئناف عمل البعثات الدبلوماسية قبل 6 أشهر، إلا أن خطوة النظام يمكن اعتبارها من طرف واحد، إذ إن المملكة لم تعطِ إشارات واضحة أنها بصدد التطبيع الكامل مع النظام، وظهر ذلك جلياً في أب/أغسطس، بتعيينها سفراء لدى 7 دول لم تكن سوريا واحدةً منها.
ويرجع خبراء في العلاقات الدولية خطوة النظام أنها محاولة لتحريك المياه الراكدة في العلاقات مع الرياض، ذلك أن السعودية لم تتلقَ مؤشرات حول نيّة النظام الاستجابة للمتطلبات العربية التي تقوم بشكل أساسي على وقف تهريب المخدرات من سوريا، والتي تعتبر المملكة أكثر الدول المستهدفة والمتضررة منها، فضلاً عن عدم وجود مؤشرات تدل على نية الأسد الانخراط في مسار سياسي مع المعارضة للوصول إلى حل سياسي في البلاد.