بعد تأخير خمس سنوات لأسباب عديدة منها الاحتلال التركي لرأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبيه، وظروف الحرب على تنظيم داعـ ـش الإرهـ ـابي، يعقد مجلس سوريا الديمقراطية مؤتمره الرابع في الرقة، يتخلله انتخاب رئاسة مشتركة جديدة وإجراء تغييرات هيكلية تتواءم مع التحـ ـديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة على الصـ ـعد كافة.
مؤتمر مسد يتزامن مع تحديات محلية وإقليمية ودولية
تحديات محلية وإقليمية ودولية، على رأسها استمرار هجـ ـمات الاحـ ـتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وغياب أي أفق للحل، بسبب سعي أطراف عديدة لإطالة أمد الأزمة المستمرة منذ أكثر من اثني عشر عاماً خدمة لأجنداتها البعيدة عن آمال السوريين وتطلعاتهم، ووسط تراجع الاهتمام بالقضية السورية في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة، خاصة الحـ ـرب في قطاع غزة والأزمة الأوكرانية والتطورات في القارة الأفريقية.
ورغم كل تلك المتغيرات واصل مجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم ممثلين من كافة المناطق السورية، عقد الحوارات واللقاءات داخل البلاد وخارجها، مع شخصيات وقوى وأحزاب سياسية ديمقراطية، بهدف التوصل إلى حل ينهي المأساة السورية، وتواصل مع أطراف دولية منها السويد وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لدعم هذا المسار.
الظروف الدولية حالت دون عقد مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية
لقاءات وحوارات كان من المفترض أن تتوج بعقد مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية، لكن الظروف الآنفة حالت دون ذلك، في وقت وصلت محاولات التوصل إلى حلول مع الحكومة السورية لطريق مسدود، لتعنت الأخيرة وعدم جديتها في مناقشة أي حلول واقعية، تقود إلى إعادة بناء دولة تعددية لا مركزية، وفقاً لتطلعات السوريين وأهداف مجلس سوريا الديمقراطية.
أكثر من 300 شخصية يشاركون في المؤتمر الـ4 لمسد
الرئيسة المشتركة لمسد أمينة عمر، صرحت لوكالة هاوار السورية، أن المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من ثلاثمئة شخصية من داخل سوريا وخارجها، سيناقش أسباب تعقيد الأزمة وتأخر حلها، ومساعي بعض الأطراف لإطالة أمدها، مشيرة إلى تغييرات هيكلية مرتقبة في بنية المجلس، تفتح الباب أمام مشاركة أوسع للأحزاب السياسية.
أمينة عمر أوضحت أن تلك التغييرات ستحقق انطلاقة أقوى نحو الانفتاح مع الخارج سياسياً ودبلوماسياً، والتركيز أكثر على الدبلوماسية المجتمعية، مع اهتمام أكثر بالجانب الإنساني المتعلق بملفات المهجرين قـ ـسراً واللاجئين والمعتـ ـقلين، مؤكدة أن تحرير المناطق المحتلة وإعادة مهجريها من أهم أولويات مسد، التي يناقشها دائماً مع الأطراف الإقليمية والدولية.
مؤتمر مسد يتزامن مع إقرار العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية
وتزامن مؤتمر مسد مع إقرار العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، يكسبه أهمية أخرى تضاف إلى جملة العوامل والتطورات السابقة، إذ يمهد العقد الاجتماعي الأرضية المناسبة التي يمكن أن تستند إليها أي تغييرات هيكلية أو خطوات سياسية ودبلوماسية، تسهم في دفع جهود حل الأزمـ ـة السورية.
ADARPRESS #