تحت إشراف ضـ ـباط قوات دمشق .. تهـ ـريب السوريين إلى لبنان
ليست الحدود المشتركة ما بين سوريا والأردن هي فقط التي تُستخدم لدرِّ المالِ بشكلٍ غير قانوني، فالحدود الفاصلة بين دمشق وبيروت أيضًا باتت موردًا سخيًا للأموال، بطرقٍ غير شرعية، وهذه المرة ليست لتهريب المخدرات والأسلحة كما الحال مع عمّان، بل تهريب البشر.
تقاريرُ تؤكد ضلوعَ ضباطٍ من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، في تسهيل عمليات تهريب السوريين إلى لبنان، مقابل حِصصٍ وإتاواتٍ يدفعها مُهربون.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في تقريرٍ له إن تهريب السوريين إلى لبنان، يتم بإشراف جماعة “حزب الله” اللبناني، ومتعاونين معهم من ضباط من الفرقة الرابعة، وذلك مقابل نسبة النصف من قيمة المبلغ الذي يتقاضاه المهربون، عبر تمريرهم من الحواجز العسكرية دون إيقافهم
المرصد أضاف أن عملية تهريب السوريين تتم عبر طريقين رئيسيين، الأول من بوابة المصنع الحدودي، ويتقاضى المهربون نحو مئتي دولارٍ أمريكي من دمشق إلى لبنان، ومئتين وخمسين دولاراً من الرقة إلى لبنان وبالعكس
أما الطريق الثاني وهو المخصص للمنشقين والعسكريين والمطلوبين للحكومة السورية، فيتم من منطقة الهرمل اللبنانية، حيث يتقاضى المهرّب أربعَمئةِ دولارٍ أمريكي من الرقة إلى بيروت، بينما تبلغُ التكلفة مئتي دولارٍ أمريكي من حمص، في حين يصل المبلغ إلى ثمانمئة دولارٍ في بعض الحالات، دون أن يخضعوا للتفتيش
المرصد أشار أن العشرات من الشبان والعائلات يتجمعون عند جسر تلبيسة بريف حمص الشمالي، قبل انطلاق رحلتهم إلى لبنان، حيث تستغرق الرحلة إلى منطقة بعلبك داخل الأراضي اللبنانية نحو عشر ساعات، مرورًا بطرقاتِ ريف حمص الغربي، وصولاً إلى تلكلخ وقرية ربلة ومنطقة وادي خالد.
هذا وسبق أن تحدثت تقاريرُ إعلاميةٌ وحقوقية، عن كيفية استخدام المعتقلين في سجون قوات الحكومة من قبل مسؤولين وضباطٍ كبار، كأداةٍ لجني الأموال، من خلال أخذ مبالغَ ضخمةٍ من ذوي المعتقلين، مقابل السماح بزيارتهم أو أيصال بعض الاحتياجات الشخصية إليهم، الأمر الذي يبيّن وفق متابعين إلى أي درجةٍ يتعرض السوريون للاستغلال، سواءٌ بقوا في الداخل، أو إذا ما قرّروا الرحيل.