انتخابات ” مجلس الشعب السوري” ..مسرحية تتكرر في سوريا
تعتزم حكومة دمشق وفي 15 تموز الجاري أي بعد بضعة أيام، إجراء انتخابات مجلس الشعب، في مسرحية تكرر على مدة عقود في سوريا.
مجلس الشعب والذي يقول عنه السوريون مراراً وتكراراً إنه لا يمثل الشعب أساساً بل هم ” اعضائه من رجالات البعث في الدرجة الأولى والموالين لحكومة دمشق وأعوانه، وأغلبهم من التجار الكبار والمستفيدين من السلطة في الدرجة الأولى”.
هذا الحديث سيسمعه أي شخص من لسان معظم الشعب السوري، كلما تكررت انتخابات ” مجلس الشعب”، حيث قوائم الناجحين جاهزة والمرشحون معروفون، أنهم أشخاص لا شعبية لهم أساساً ولا فائدة منهم سوى إظهار ” الديمقراطية” التي تتغنى حكومة دمشق بها كلمة تحضرت لاجراء أي مسرحية انتخابية كان تشريعية أو حتى رئاسية.
منذ عام 2011 تشهد سوريا، وضعاً حرجاً تمثل في اندلاع ثورة دعت للحرية، سرعان ما تحولت لأزمة يعاني منها السوريين إلى يومنا هذا، وأسبابها في الدرجة الأولى تدخل القوى المهمينة على المشهد السوري على حساب السوريين وعلى رأسهم تركيا التي تحتل مساحات من الأرض السورية، إلى جانب روسيا وإيران القوتان اللتان تدعمان نظام بشار الأسد.
ومع هذا الوضع وبقاء السيادة السورية، في وضع لا تستطيع حكومة دمشق الحفاظ عليها ولا الحديث عنها حتى، تجري انتخابات تحاول بها، الحكومة إظهار قوتها وديمقراطيتها.
لكن السؤال المهم وفي هذا الانتخابات إذا كانت هذه هي لانتخاب ممثلي الشعب، فكيف ستجري وأكثر من نصف الشعب السوري نازح داخلياً او لاجئ في دول اخرى وفق تقارير دولية.
أي يمكن التأكيد أن حكومة دمشق التي تعيش حالة انهيار اقتصادي وسياسي بفعل نتائج نهجه التدميري يريد منذ مدة أن يبعث الحياة في هيكليته، ومسرحية الانتخابات وإضفاء الشرعية هي سبيل من أساليب الحفاظ على السلطة.
والسؤال هنا، كيف يمكن أن تكون هذه الانتخابات شرعية وهناك قرار دولي صادر، منذ حزيران2012 ينصّ على شروط وبنود العملية السياسية في سوريا، وتأمين الانتقال السياسي الشامل، ثم القرار 2254 الذي يشكل الإطار العام للحل السياسي ينصّ صراحة على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة ووفق شروط لا بدّ من تأمينها، وفي مقدمها حلّ جميع الأجهزة وتشكيل أجهزة حرفية لحماية أمن الوطن والمواطن، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية لجعلها مؤسسة وطنية مهنية، وتطبيق ما يعرف بـ»إجراءات الثقة» بعد الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والكشف عن مصير المفقودين، ثم القيام بانتخابات رئاسية وتشريعية.
خاص / آدار برس