مقالات رأي

الموقف من حـ ـرب “غزة”

باستمرار كان موقفنا مع حركة التحرر الوطني الفلسطيني ولا يمكن تحقيق النصر لهذه الحركة بعد الاتفاقات على إقامة سلطة داخل الأراضي الفلسطينية ما لم تكن موحدة حول عمل وطني واضح المعالم، ولأجل حرية الوطن وإخراج الاحتلال بعيداً عن أية إيديولوجيا مهما كانت، ولقد ساهمت الايديولوجيا الاسلاموية في الانقسام بعد انقلاب حماس على السلطة وتفردها في حكم قطاع غزة وممارساتها الفردية واندفاعها وراء ايديولوجيا غيبية من خارج الحدود عملت باستمرار على خطاب شعبوي وأوهام بناء مشاريع تقسيم الأمة بتوصيف المقاوم الأمين أو المطبِّع الخائن. وخوض معارك خارج السياق والهدف حيث الطريق إلى القدس لايمر عبر تدخل في صراعات من صنعاء إلى القصير وحلب إلى بغداد ودمشق وصناعة الأحلاف التي جعلت المواجهة بين من هو مقاوم ومن هو مساوم يسعى للتطبيع والحلول السياسية. وحين خاضت حماس حربها بعد 7 أكتوبر لم تحسب حسابا للنتائج ولم تحسب حسابا للربح والخسارة قبل خوض المعركة.. فأن تخسر في حرب تفتعلها أكثر مما تربح مادياً ومعنوياً فأنت أكثر من أحمق.. ثم لابد أيضاً من ضمان السياج المحيط الداعم، وهو هنا البلاد العربية، بغض النظر عما نراه من مواقف، فالاعتماد على دعم ايران لم يعط نتائجه لأن إيران تعمل لمصالحها وبدت إلى إسرائيل أقرب من كونها عدوا استراتيجيا، والصراع الظاهري بينهما فهو للسيطرة على المنطقة لا نصرة للشعب الفلسطيني.. إن الاستعداد للحرب ومعرفة مسارها وردود أفعال العدو ونتائجها أهم من كل بطولة فردية مهما بلغ شأنها وقد ظهر أن السنوار وفريقه جهاديون مغامرون بلا عقل، وهم يتحملون المسؤولية عن الضحايا والتدمير والتهجير. وإن لم يكن كذلك فهو تجارة بالروح الوطنية لدى الشباب الفلسطيني وتضييعها بلا ثمن، وتدمير كلِّي للشعب الفلسطيني ولبنية مدنه التحتية من سكن وتعليم وصحة ومرافق أخرى.. هذا ما أعطته 7 أكتوبر 2023 من نتائج حتى الآن.. وما حصل من تعاطف مع الشعب الفلسطيني فهو احتجاج على الوحشية الإسرائيلية/الأمريكية وهذه ورقة لايعتمد عليها في الحروب .. إن دعم أمريكا بكل قوتها وأسلحتها منذ اللحظات الأولى كان يجب أن يدرك في أذهان المخططين لهذه الحرب.. أما التعاطف الإنساني مع معاناة الشعب الفلسطيني وضد التوحش الإسرائيلي وحتى اللحظة فهو لم يعط النتائج المرجوة ولايمكن الاعتماد عليه في حسم المعارك، كما لاتحسم الحرب بالاعتماد على خلافات الحكومة الاسرائيلية، وحتى الآن إن حماس تدير معركتها بغطاء الأسرى وهذا لم يكن يستحق كل هذه الخسائر ، مايحسم المعركة وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة القيادة ودعم الحكومات العربية لتشكل غطاء ضاغطا على العالم ، وما تتطلبه فلسطين هو الوحدة الوطنية وليس المرجعيات الدينية والغيبية.

رياض درار

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى