أخبار

مجلس سوريا الديمقراطية يعقد سلسلة لقاءات تمهيدًا لمؤتمر جامع للأطراف الوطنية السورية

في مؤتمره الرابع، الذي انعقد في ديسمبر كانون الأول الماضي، أَولى مجلس سوريا الديمقراطية أهميةً كُبرى، لإيجاد صيغةٍ للحل السياسي للأزمة السورية، بالاعتماد على الحوار السوري ـ السوري، لتمهيد الطريق نحو عقد مؤتمرٍ وطنيٍّ جامعٍ للأطراف الوطنية السورية، من شأنه إنهاء أزمةٍ مستمرةٍ منذ أكثرَ من ثلاثة عشر عاماً.

ومنذ بداية العام الحالي، باشر مسد سلسلةَ ندواتٍ حوارية، ولقاءاتٍ تجمعه بأطرافٍ سياسيةٍ ومثقفين مستقلين، وممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات النسوية، على مستوى شمال وشرق سوريا، إضافةً إلى الاجتماع بالسوريين في المهجر، تنسقها ممثليات مسد هناك.

وتتناول النقاشات التي يعقدها مسد، وجهاتِ النظر المتعلقة بأحداثٍ محورية، أثرت في مسار الأزمة السورية، من أجل معرفة الأسباب الجوهرية، وتحقيق مقاربةٍ بين رؤى الحل، وفتح قنواتِ اتصالٍ لتوسيع رقعة الحوار ما أمكن، للوصول إلى الداخل السوري والسوريين في المناطق المحتلة.

https://youtube.com/watch?v=Hprkd-6ClpE%3Fwmode%3Dtransparent%26rel%3D0%26feature%3Doembed

تتزامن جلسات نقاشات مسد، مع متغيراتٍ كبيرةٍ في المناخ السياسي، سواءٌ على الصعيد السوري أو الإقليمي والدولي، المؤثرة بدورها على سلوك الفاعلين الدوليين في الملف السوري، واستجابة الشعب السوري حيالها.

من أبرز هذه المتغيرات، نهجُ النظام التركي تجاه السوريين داخل تركيا وفي المناطق المحتلة، سيما بعد إعرابه الرغبةَ في التطبيع مع الحكومة السورية، غيرَ آبهٍ بأصوات السوريين الرافضة في المناطق المحتلة، ما زاد من استياءٍ متجذرٍ هناك، جراء تصاعد وتيرة انتهاكات فصائله، يضاف إلى ذلك استياءُ شعب السويداء المتظاهر منذ عدة أشهر، بسبب تردي الوضع الحقوقي والمعيشي، وسط قمع وعدم استجابةٍ للمطالب، من قبل الحكومة.

وكان مسد قد رحّب سابقاً في بيانٍ بوثيقتَي “تجمع العمل الوطني” و “المناطق الثلاث”، التي أطلقها معارضون ونشطاءُ ينحدرون من محافظات السويداء ودرعا وحلب، في آذار مارس الماضي، وأشاد فيه بالمبادرات الوطنية لتوحيد العمل بين القوى السياسية، والتوصّل إلى حلٍّ سياسيٍّ يحقق للشعب السوري العيش بكرامةٍ وحرية، والانتقال الديمقراطي في البلاد.

كما أثرت الحرب الروسية الأوكرانية، في ترتيب الأجندة والاستراتيجيات الدولية، للتعامل مع الملف السوري، باعتبار روسيا حليفاً يعمل منذ بداية الأزمة على استمرار بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن إيران التي وجّهت اهتمامها الأكبر اليوم، للحرب الدائرة في قطاع غزة.

متغيراتٌ كثيرةٌ نبّهت الأطراف السورية لضرورة التكاتف، فأخذ مسد زمامَ المبادرة، عبر جلساته الكثيفة، نحو عقد مؤتمرٍ وطنيٍّ جامع، لتوحيد الرؤى السياسية وتشييد مرحلة انتقالٍ للديمقراطية، وإنهاءٍ سياسيٍّ لأزمةٍ عجزت مساراتٌ دوليةٌ كُبرى عن حلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى