يتحدثون عن الحوار الكردي_الكردي
الدكتور أحمد ابراهيم
يتحدثون عن الحوار الكردي – الكردي مرةً أخرى في روجآفي كردستان ، بعد أن فشلت كل تلك الاتفاقيات : هولير ١ – هولير ٢ – دهوك والتي لو تم تنفيذها لكان الوضع مختلفاً ومغايراً لما يجري حتى اللحظة من احتلال وسلب ونهب وتغيير ديمغرافي بحق الكرد وغيرهم .
إن التنصل من كل تلك الاتفاقيات وفشل الحوار والمتوقف منذ أكثر من سنتين كرس الاحتلال التركي في المناطق المحتلة وشجعه على ممارسة أبشع الجرائم والأعمال الإرهابية والتي ترتقي إلى جرائم حرب ضد الإنسانية بما في ذلك تدمير البنية التحتية من كهرباء ونفط وغاز ومياه وغيرها في مناطق الإدارة الذاتية وفق خطط مرسومة و ممنهجة ومعلنة من قبل مسؤولي النظام التركي ورأس النظام نفسه .
إن حالة عدم الاستقرار والتهديدات المستمرة ومارافقها من ظروف أمنية واقتصادية وفقدان الأمل من نجاح الحوار وترتيب البيت الكردي خلقت حالة من الهجرة المستمرة وخاصةً بين فئات الشباب حتى تحولت إلى هجرات جماعية للعوائل وهذا الشيئ إدى الى إضعاف الوجود و الحراك الكردي عموماً .
إن الإصرار على فشل الحوار من قبل الأطراف المعنية ، هو اصرار على خسارة كل المكاسب التي تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء الأبرار واصرار على المضي في النفق المظلم وتنكر لطهارة تلك الدماء التي أريقت .
إذا كان ترتيب البيت الداخلي الكردي يشكل أساس ترتيب البيت الوطني ، فهذا يعني أن نجاح الحوار الكردي – الكردي في روجآفي كردستان ضرورة قومية ووطنية وتشكل اللبنة الأساسية في ترتيب البيت الوطني في شمال شرق سوريا وعموم سوريا .
إذاً , الكل مجبر على قبول الكل والجميع مضطر على قبول الآخر والعمل على طي فكرة الأنانية الحزبية والتحزب والتخلي عن ادعاءات من هو صاحب المشروع الكردي , المشروع القومي الكردي ملك للجميع دون استثناء ولا بديل عن نجاح الحوار الكردي – الكردي والاتفاق على خارطة طريق لرفع الظلم والمشاريع العنصرية عن كاهل الشعب الكردي و حل القضية الكردية دستورياً باعتبارها قضية وطنية وانسانية بامتياز .
إن التنصل من المسؤولية التاريخية في الاستحقاق القومي والوطني والتفرد بالقرار السياسي والدبلوماسي في عدم المشاركة والتشارك الحقيقي للجميع نذير شؤم ويساهم في العديد من الاحتلالات وضياع الأوطان .
وأخيراً وليس آخرا لابد من الإشارة الى أن أساس نجاح الحوارات هو القبول بالتنازلات من الأطراف المعنية ضمن مبدأ قبول الآخر نحو الهدف المنشود .