صحيفة “الشرق الأوسط”تجري لقاءاً موسعاً مع رئيس المجلس الوطني الكوردي سليمان أوسو
صحيفة الشرق الأوسط
الصحفي: كمال شيخو
الشرق الأوسط:
كيف تتابعون تسارع عملية التطبيع بين تركيا مع النظام السوري؟
الأستاذ سليمان أوسو:
“بتقديري عملية التقارب ليست وليدة اللحظة، كانت هناك جهود روسية سابقة في هذا الاتجاه ، إنما هناك قضايا سرعت الموقف التركي باتجاه التقارب،
أولها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وقطع العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل ، ومنعت أنقرة تصدير بضائعها التجارية عبر الموانئ الإسرائيلية إلى دول الخليج، لذلك أصبحت تركيا بحاجة إلى معبر لإيصال بضائعها إلى دول الخليج لأنها سوق تجارية كبيرة لها.
ثانياً قضية اللاجئين السوريين باتت تشكل ضغطاً كبيراً على النظام التركي واستغلال المعارضة هذا الملف ، وهناك سباق بين النظام التركي ومعارضته باتجاه تطبيع العلاقات مع النظام، إضافة الى خطاب الكراهية التي كانت أحد الأسباب التي فاقمت أزمة اللاجئين هناك.
إلى جانب الخلافات التركية الأمريكية حول دعم قوات «قسد» مما دفعت تركيا إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا وأصبحت الأخيرة المحرك الأساسي لتطوير هذه العلاقة بين النظام وتركيا”.
الشرق الأوسط:
وبرأيك هل هذا التقارب بادرة فردية من أنقرة ودمشق، أم هناك مساعي دولية أممية؟
أوسو : ” نعم هناك جهود عربية وإقليمية وبموافقة أمريكية أوربية لإنجاح عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، والمطلب العربي من هذا التقارب دفع النظام للتخلي عن تجارة الكبتاجون التي تدخل يومياً إلى الأردن ومنها إلى دول الخليج من الحدود السورية،
هذا من ناحية، أما من الناحية الثانية لدفع النظام السوري للحد من علاقاته مع إيران والحد من هيمنة طهران على القرار السياسي في دمشق، فهذه الأسباب مجتمعة دفعت باتجاه تسريع عملية التطبيع”.
بالاستمرار بهذا الخطاب، وننتظر وضع حلول قانونية عاجلة تحمي اللاجئين” .
الشرق الأوسط :
وهل هذه المساعي تخدم مصلحة الشعب السوري وقوى المعارضة؟
أوسو : ” العلاقات الثنائية أو المصالح الاقتصادية لبعض الدول مع النظام السوري لن تستطيع أن تكون بديلاً لحل سياسي شامل للأزمة السورية،
ونعتقد بأن هذه الخطوات تبقى منفردة وكل دولة تنطلق من مصالحها، لذلك أي تطبيع خارج القرارات الدولية الخاصة بحل الازمة السورية لن تجدي نفعاً للسوريين،
والمطلوب من المجتمع الدولي الالتزام بالقرارات الدولية سيما القرار 2254. والعمل على تنفيذها” .
الشرق الأوسط :
وهل هناك مخاوف كردية من هذا التقارب؟
أوسو : ” منذ مشاركة «المجلس الكردي» بالثورة السورية انطلقنا من مصالح وطنية سورية إضافة إلى حرصنا على حقوقنا القومية،
هذا النظام لا يلبي مطالب الشعب الكردي الذي يسعى إلى الاعتراف الدستوري بوجوده وتأمين حقوقه القومية، فالنظام لا يزال يتنكر للحقوق القومية للشعب الكردي، ويبدو سيكون هناك اتفاقات بين النظام وتركيا فيما يتعلق بالمنطقة الكردية بسوريا، ومن حيث المبدأ ليست لنا مصلحة بمعاداة تركيا لأنها دولة جارة وتربطنا معها حدود طويلة.
نأمل من تركيا احترام خصوصية الشعب الكردي في سوريا، ونحن جزء من المعارضة السورية ونرى بأن الحل الشامل يكمن بالقرارات الدولية، التي ضمناً تشمل إيجاد حل عادل لمسألة الأقليات والقوميات بسوريا” .
الشرق الأوسط :
تعرض اللاجئين في تركيا لانتهاكات، وخروج تظاهرات في مناطق النفوذ التركية؟
أوسو : ” تابعنا بقلق خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في دول الجوار بتركيا ولبنان والعراق الذين فروا من ديارهم بسبب قمع أجهزة النظام وبطشه،
هذا الخطاب الذي تمارسه المعارضة التركية ضد اللاجئين السوريين نحن ندينه بشدة، وليست من مصلحة الدولة التركية السماح بالاستمرار بهذا الخطاب، وننتظر وضع حلول قانونية عاجلة تحمي اللاجئين” .
الشرق الأوسط:
لماذا ترفضون المشاركة في انتخابات بلديات الإدارة الذاتية؟
أوسو : ” أعلنا مقاطعة هذه الانتخابات عبر بيانات رسمية، وبالعودة إلى المفاوضات الداخلية بيننا وبين «حزب الاتحاد الديمقراطي» عام 2020 وبرعاية أمريكية،
وضمانة من قائد قوات «قسد»، كانت أحد البنود التي اتفقنا عليها هو تنظيم انتخابات محلية.
وقتذاك انجزنا الرؤية السياسية المشتركة وأكثر من 70 % من الاتفاق حول الشراكة الإدارية،
من بينها بند الانتخابات الذي اتفقنا أن يكون هناك شراكة في السلطة وتشكيل إدارة مشتركة، وأن يكون «المجلس الكردي» شريكاً حقيقاً في إدارة المنطقة لمدة 11 شهراً، كفترة انتقالية لتهيئة ظروف مناسبة وخلق أجواء آمنة بين المواطنين على أن هذه الإدارة تمثل جميع المكونات السياسية بالمنطقة،
لتعزيز الثقة لدى سكان المنطقة للذهاب إلى الصندوق الانتخابي للإدلاء بحرية بأصواتهم، لكن تلك المفاوضات سرعان ما تعثرت وانهارت بسبب تعنت الطرف الاخر.
الشرق الأوسط:
وبرأيك هل هذا التقارب بادرة فردية من أنقرة ودمشق، أم هناك مساعي دولية أممية؟
أوسو : ” نعم هناك جهود عربية وإقليمية وبموافقة أمريكية أوربية لإنجاح عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، والمطلب العربي من هذا التقارب دفع النظام للتخلي عن تجارة الكبتاجون التي تدخل يومياً إلى الأردن ومنها إلى دول الخليج من الحدود السورية،
هذا من ناحية، أما من الناحية الثانية لدفع النظام السوري للحد من علاقاته مع إيران والحد من هيمنة طهران على القرار السياسي في دمشق، فهذه الأسباب مجتمعة دفعت باتجاه تسريع عملية التطبيع”.
الشرق الأوسط :
وهل هذه المساعي تخدم مصلحة الشعب السوري وقوى المعارضة؟
أوسو : ” العلاقات الثنائية أو المصالح الاقتصادية لبعض الدول مع النظام السوري لن تستطيع أن تكون بديلاً لحل سياسي شامل للأزمة السورية،
ونعتقد بأن هذه الخطوات تبقى منفردة وكل دولة تنطلق من مصالحها، لذلك أي تطبيع خارج القرارات الدولية الخاصة بحل الازمة السورية لن تجدي نفعاً للسوريين،
والمطلوب من المجتمع الدولي الالتزام بالقرارات الدولية سيما القرار 2254. والعمل على تنفيذها” .
الشرق الأوسط :
وهل هناك مخاوف كردية من هذا التقارب؟
أوسو : ” منذ مشاركة «المجلس الكردي» بالثورة السورية انطلقنا من مصالح وطنية سورية إضافة إلى حرصنا على حقوقنا القومية،
هذا النظام لا يلبي مطالب الشعب الكردي الذي يسعى إلى الاعتراف الدستوري بوجوده وتأمين حقوقه القومية، فالنظام لا يزال يتنكر للحقوق القومية للشعب الكردي، ويبدو سيكون هناك اتفاقات بين النظام وتركيا فيما يتعلق بالمنطقة الكردية بسوريا، ومن حيث المبدأ ليست لنا مصلحة بمعاداة تركيا لأنها دولة جارة وتربطنا معها حدود طويلة.
نأمل من تركيا احترام خصوصية الشعب الكردي في سوريا، ونحن جزء من المعارضة السورية ونرى بأن الحل الشامل يكمن بالقرارات الدولية، التي ضمناً تشمل إيجاد حل عادل لمسألة الأقليات والقوميات بسوريا” .
الشرق الأوسط :
تعرض اللاجئين في تركيا لانتهاكات، وخروج تظاهرات في مناطق النفوذ التركية؟
أوسو : ” تابعنا بقلق خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في دول الجوار بتركيا ولبنان والعراق الذين فروا من ديارهم بسبب قمع أجهزة النظام وبطشه،
هذا الخطاب الذي تمارسه المعارضة التركية ضد اللاجئين السوريين نحن ندينه بشدة، وليست من مصلحة الدولة التركية السماح بالاستمرار بهذا الخطاب، وننتظر وضع حلول قانونية عاجلة تحمي اللاجئين” .
الشرق الأوسط:
لماذا ترفضون المشاركة في انتخابات بلديات الإدارة الذاتية؟
أوسو : ” أعلنا مقاطعة هذه الانتخابات عبر بيانات رسمية، وبالعودة إلى المفاوضات الداخلية بيننا وبين «حزب الاتحاد الديمقراطي» عام 2020 وبرعاية أمريكية،
وضمانة من قائد قوات «قسد»، كانت أحد البنود التي اتفقنا عليها هو تنظيم انتخابات محلية.
وقتذاك انجزنا الرؤية السياسية المشتركة وأكثر من 70 % من الاتفاق حول الشراكة الإدارية،
من بينها بند الانتخابات الذي اتفقنا أن يكون هناك شراكة في السلطة وتشكيل إدارة مشتركة، وأن يكون «المجلس الكردي» شريكاً حقيقاً في إدارة المنطقة لمدة 11 شهراً، كفترة انتقالية لتهيئة ظروف مناسبة وخلق أجواء آمنة بين المواطنين على أن هذه الإدارة تمثل جميع المكونات السياسية بالمنطقة،
لتعزيز الثقة لدى سكان المنطقة للذهاب إلى الصندوق الانتخابي للإدلاء بحرية بأصواتهم، لكن تلك المفاوضات سرعان ما تعثرت وانهارت بسبب تعنت الطرف الثاني ” .
الشرق الأوسط:
وهل هذا الموقف ينسحب على انتخابات مجلس الشعب السوري؟
أوسو : ” نعم فالمجلس يرفض المشاركة في الانتخابات لأن الظروف التي حددها القرار الدولي 2254 بإجراء انتخابات في سوريا لم تتوفر وليست ظروف آمنة،
مع وجود القمع وسلطة استبدادية، سواء كانت انتخابات البلديات لـ«لإدارة الذاتية» وينطبق ذلك على انتخابات مجلس الشعب السوري، لأن نتائجها محسومة لصالح تلك الجهات المسيطرة، ونخشى أن تفضي انتخابات الإدارة إلى اجتياحات عسكرية أخرى، وهناك مخاوف جدية إذا مضت الإدارة في انتخاباتها” .
الشرق الأوسط :
هل تخشون من عملية عسكرية تركية جديدة؟
أوسو : ” تركيا سبق وهددت باجتياح عفرين ونفذت، وهددت باجتياح سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) ونفذت، لذلك اجراء هذه الانتخابات لن يخدم مكونات المنطقة، كما لا تخدم الشعب الكردي” .
الشرق الأوسط:
عقدت رئاسة المجلس اجتماعاً مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا سكوت بولز، هل تباحثتم مسألة انتخابات الإدارة وجمود المحادثات الكردية؟
أوسو : ” طرح السفير الأمريكي مبادرة لإحياء المفاوضات باسم الإدارة الامريكية وقالوا انهم جادون في إنجاح هذه المفاوضات،
نحن قلنا ان المفاوضات توقفت بسبب انتهاكات الطرف الثاني أي «حزب الاتحاد»، وسبق ان وقعوا وثيقة ضمانات بتعهد قائد قوات «قسد» السيد مظلوم عبدي والسفير الأمريكي السابق ديفيد براونشتاين، وابدينا استعدادنا للعود إلى المفاوضات بموجب وثيقة الضمانات” .
الشرق الأوسط :
وهل هناك اختراق في الجمود بين طرفي الحركة الكردية بسوريا؟
أوسو : ” حتى تاريخ اليوم لا يوجد أي اختراق يذكر في هذا المسار المسدود، وما زاد الوضع تعقيداً تعرض أنصار وأعضاء المجلس في الأول من هذا الشهر من اعتداء على التجمع السلمي الذي دعا إليه المجلس لإطلاق سراح رفاقه المختطفين 12،حيث تعرض لقمع عنيف من قبل مسلحي «حزب الاتحاد الديمقراطي » والهجوم الوحشي على يد عناصر «حركة الشبيبة الثورية» التابعة لحزب العمال الكردستاني pkk،
ومارسوا العنف المفرط ضد المشاركين وكل من شاهد المنظر قال إنه موضع اشمئزاز وتوالت الادانات من قبل الشارع الكردي، وكانت بمثابة رسالة لنسف الجهود الامريكية لإحياء المفاوضات الكردية – الكردية” .
الشرق الأوسط :
كيف تقيمون استمرار التظاهرات المناهضة لنظام الحكم جنوب البلاد في مدينة السويداء، والتي وصلت شرارتها للعاصمة دمشق؟
أوسو : ” منذ انطلاقة الاحتجاجات في مدينة السويداء وهي محافظة عزيزة لدى الشعب الكردي بسوريا وهم من الأخوة من المكون الدرزي،
نحن في «المجلس الكردي» نقف مع هذه الاحتجاجات، وسبق أن خرجنا في تجمع احتجاجي تضامني مع شعب السويداء ومع التظاهرات السلمية من أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل سوريا لكل السوريين،
سوريا اتحادية، ونأمل من المجتمع الدولي أن يسارع الخُطّى في تطبيق قراراته في حل الأزمة السورية، لأن الشعب السوري برمته لم يعد يحتمل من جوع وفقر وعوز،
فالوضع الاقتصادي لكل السوريين مزري جداً والأغلبية المطلقة تعيش تحت خطر الفقر،
ولا ننسى مآسي اللاجئين السوريين والمشردين في دول اللجوء والنازحين داخلياً، ونطالب المجتمع الدولي بوضع حد لهذه المآسي” .
الشرق الأوسط :
وهل يجد «المجلس الكردي» تحالفه مع المعارضة السورية خياراً لخلاص السوريين؟
أوسو : ” نعم، نحن جزء من «الائتلاف السوري» و «هيئة التفاوض» السورية المعارضة، وجزء من اللجنة الدستورية التي تشكلت برعاية دولية،
ومصيرنا مرتبط بالشعب السوري برمته، وعندما انضممنا إلى صفوف المعارضة اخترنا الاصطفاف إلى جانب الشعب السوري، وليس مع سلطة ونظام يقمع شعبه، هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية، هذا التحالف لا يعني أن وجودنا في الائتلاف وقوى المعارضة السورية أننا نتفق معهم بكل شيء، سيما الانتهاكات التي تجري في مدينة عفرين الكردية وسري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) ، والفوضى الفصائلية هناك.
فجميع النازحين المتحدرين من مدن عفرين ورأس العين وتل أبيض المشردين في مدن وبلدات الحسكة والقامشلي ومخيماتها، يتطلعون بالعودة لديارهم ، وهذه المناطق الكردية تدار من قبل فصائل تابعة لحكومة الائتلاف المؤقتة، نأمل أن يعيد الائتلاف النظر في قراراته وسياساته بهذا الصدد، والعمل على إعادة كافة المهجرين إلى ديارهم وممتلكاتهم، ويعمل المجلس لمعالجة هذا الملف مع كافة الأطراف المعنية” .