قسد د رع سوريا الحـ.ـصين في وجه مخـ.ـططات الفـ.ـتنة
رياض يوسف
طفت على السطح في الفترة السابقة العديد من التصريحات حول رغبة حكومة الاحتلال التركي والنظام في دمشق بإمكانية إجراء تصالح بينهما، وعقدِ لقاءٍ بين الأسد واردوغان لمناقشة الأمور المُتعلقة به، سواءً في العراق أو روسيا، بالتوازي مع غزل إعلامي مُتبادل بين كلي الطرفين، مع نفيٍّ إعلاميٍّ من الأسد. ولكن حسب مجريات الأحداث الأخيرة في مدينة دير الزور؛ ومهاجمة قوات النظام، وما تسمى بالدفاع الوطني بدعم من إيران، وضوء أخضر من روسيا، بالتزامن مع الاستهدافات التركية عبر مسيراتها للبنى التحتية والمنشآت الخدمية في مناطق شمال وشرق سوريا، وتزايد تحركات خلايا تنظيم داعش الإرهابي المدعوم تركياً في المنطقة، إلى جانب الهجمات على المصالح والقواعد العسكرية الأمريكية في كل من سوريا والعراق من قبل الميليشيات الإيرانية في هذين البلدين؛ لهو دليل قاطع على اتفاق تركي سوري روسي إيراني على ضرب الإدارة الذاتية وقوات التحالف الدولي، وإن ما تم تداوله في الفترة السابقة رغم رفض وإنكار بشار الأسد لهو مجرد تصريحات إعلامية، وإن الاتفاق الاستخباراتي قد تم بالفعل، وإن هناك إجماع على فتح تلك الجبهات، وإجبار قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا على الانسحاب من المنطقة.
كما هو دليل قاطع على أن النظام ما زال يُراهن على كسرِ إرادة الشعب السوري بمختلف انتماءاته، والاستمرار في معاناته، والعودة بسوريا إلى ما قبل العام 2011 ، كما ويثبت تعنت النظام ورفضه لكل المساعي لإنهاء هذه الأزمة. وعدم اكتراثه للشرعية الدولية والقرار 2254 الصادر عام 2015.
بدورها ردت قوات سوريا الديمقراطية على هجمات قوات النظام والقصف المدفعي على قرى دير الزور في الطرف المقابل لمناطق سيطرتهم، وعلى المجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء في قريتي الدحلة وجديدة البكارة، وحاصرت المربعات الأمنية في كل من الحسكة وقامشلو، وما زالت تحاصرهم رداً على هذه المجازر بحق المدنيين، ما دفع الروس على التدخل للوساطة بين النظام وقوات قسد، لكن الأخيرة اشترطت على تسليم المدعو نواف البشير وإبراهيم الهفل اللذان دفعا وحرضا على هذا الهجوم بدعم من النظام وإيران بشكل مباشر.
روسيا تدخلت كوسيطٍ مزعوم؛ وهي الطرف الأساسي في تلك الهجمات، وزيادة وتيرة الهجمات على القواعد الأمريكية ومصالحها في المنطقة؛ كَرَدَّةِ فعلٍ غير مباشرة على توغل حلفاء أمريكا، أي القوات الأوكرانية، عبر الحدود الروسية، واقتحامها بعض الأجزاء الغربية بعمق 20 كيلو متراً من منطقة كورسك الروسية، في هجوم مفاجئ وأول من نوعه منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
أما السبب المباشر، فهي أن روسيا تعلم جيداً بأن أي تصالح بين اردوغان والأسد سيكون هدفه الأول هو ضرب قوات التحالف الدولي وعلى رأسهم أمريكا وحلفاءها على الأرض؛ وذلك لإجبارها على سحب قواتها من سوريا، وملء الفراغ بالقوات الروسية، أي بالنتيجة هو “تقوية الجبهة الروسية في سوريا”، وبالتالي إعادة تعويم النظام وتسليمه تلك المناطق؛ لذا دعت مجدداً يوم الأحد، وعلى لسان نائب وزير خارجيتها “ميخائيل يوغدانوف”؛ أنها تؤيد عملية تطبيع العلاقات الحكومية بين تركيا وسوريا، على أساس الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي والسيادة، وأضافت أنه سيكون من الجيد جداً أن يجتمع رئيسا الدولتين”.
وبما أن هذا الهجوم جاء بالتنسيق والتزامن مع الاستهدافات بالمُسَيَّرات التركية لمناطق الإدارة الذاتية في الشمال السوري، والهجمات المتكررة، والنشاط المتزايد لخلايا تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة؛ فإنه إن دل على شيء إنما يدل على التنسيق والتواصل بينها وبين حكومة الاحتلال التركي، والموافقة الضمنية على تلك الهجمات.
كما أنها تُعْتَبَرُ رسالةً من النظام السوري للتركي بأنه يتفق معه في حربه واستهدافه لمناطق الإدارة الذاتية، وأنه موافق لما جري ويجري للمنطقة من دمار، ولكن وعي وإدراك عشائر المنطقة وشعوبها بخطورة ما يُحاكُ ضدهم من مؤامرات؛ أقوى بكثير منها، كما أن وقوف شعوب المنطقة، وإيمانهم الراسخ بقواتهم العسكرية والأمنية، والوقوف خلفهم ضد أي محاولة لكسرهم سيحول دون نجاح هذه المؤامرات كما سابقاتها.