قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم إن اتفاقية 15 آب 2024 المبرمة بين أنقرة وبغداد تحصر جنوب كردستان في الزاوية، وتفسح المجال للأطراف التي تتحكم بها تركيا.
في حديثه عن الاتفاقية المذكورة، شبّه صالح مسلم الاتفاقية الجديدة باتفاقية أضنة التي أُبرمت بين تركيا وسوريا عام 1998 قائلاً لوكالة هاوار: “الألاعيب العثمانية لا تنتهي” وتابع حديثه قائلاً: “تُعدّ اتفاقية أضنة التي أبرمتها تركيا مع سوريا عام 1998 مثالاً على هذا، ولا تزال هذه الاتفاقية سارية حتى الآن، والأمر ذاته ينطبق على الاتفاقية التي أُبرمت بين العراق وتركيا في 15 آب، اتفقوا خلف الأبواب المغلقة بشكل سري، وما يفعلونه الآن هو مضمون هذه الاتفاقية، هذه الاتفاقية هي مخطط ضد الشعوب”.
“انتُهكت سيادة العراق وجنوب كردستان”
ولفت مسلم إلى انتهاك هذه الاتفاقية للسيادة العراقية تماماً، وتابع حديثه قائلاً: “احتُلت أرضهم ومع ذلك يقولون للدولة التركية «لنوقّع!» إنهم يشرّعون الاحتلال التركي، وبطبيعة الحال، انتُهكت سيادة جنوب كردستان تماماً، هذه الاتفاقية تحصر جنوب كردستان في الزاوية، وتفسح المجال للأطراف التي تتحكم بها تركيا، إنهم يضيّعون شنكال ويقومون بإجراء تغييرات ديمغرافية”.
“المسألة هي وجود الكرد أو عدم وجودهم”
وذكّر صالح مسلم بسياسة الجمهورية التركية ضد الكرد، مشيراً إلى أن هذه السياسة قائمة على القضاء على الكرد وسلط الضوء على المخاطر المحدقة بالكرد، لافتاً إلى أن المسألة لا تتعلق بحزب أو جزء من كردستان فقط، فهي مسألة وجود الكرد أو عدمه، وتابع حديثه قائلاً: “تهدف الدولة التركية في المشروع الكبير الجديد المتعلق بالشرق الأوسط إلى القضاء على الكرد، وتحيك المخططات في سبيل ذلك وتسعى إلى تنفيذ المخططات التي لم تنفذها بعد، والميثاق الملي هو أحدها، وهذا المخطط ضد جميع الكرد، ولهذا تتراجع عن أقوالها السابقة، لا سيما ما قالته بخصوص حكومة دمشق، وسبب هذا أنهم لم ينجحوا في مخططاتهم المتعلقة بالقضاء على الكرد، ولا تتعلق المسألة بروج آفا أو حزب ما، فالمسألة هي وجود الكرد وعدمه”.
“على شعبنا أن يكون يقظاً”
أشار صالح مسلم إلى ضرورة توحيد الشعب الكردي والأحزاب الكردية لموقفهم فوراً وشدد: “على الشعب الكردي أن يكون يقظاً وحذراً حيال هذه المخططات، كما عليه تحقيق الوحدة لإفشالها، وتقع على عاتقنا في جميع الأحزاب مسؤولية توحيد الصوت والموقف”.