اقتـ ـتال بين فصـ ـائل الاحـ ـتلال التركي في ريف عفرين
إرهاصاتُ التطبيع بين النظام التركي وحكومة دمشق، يبدو أنها غيرُ مقتصرةٍ على الغرف المغلقة وخلف الكواليس، لكنها تتجلّى في الميدان السوري، وخاصةً في المناطق المحتلة شمال وشمال غربي سوريا، وتلك الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي.
ففي مقابل الرفض الشعبي هناك، برزت محاولاتٌ تركيةٌ حثيثة على ثني الرافضين لهذا التطبيع بشتّى الطرق، وحتى عناصر الفصائل التابعة لأنقرة منهم.
التوتر والاستنفار الأمني والعسكري في مدنية عفرين المحتلة شمال غربي سوريا، ما زال مستمراً، خاصةً مع فشل الاحتلال التركي في حل فصيل “صقور الشمال” الإرهابي، وانتهاجه طريقاً جديدةً عبر تقديم مغرياتٍ ماليةٍ لقياداتٍ منضوية في الفصيل الإرهابي نفسه.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد انضمام إحدى المجموعات العاملة ضمن فصيل “صقور الشمال” الإرهابي، إلى فصيل “فيلق الشام” الإرهابي، معلنةً انشقاقها، وذلك بعد إغراءاتٍ تركيةٍ بالحصول على مبالغَ ماليةٍ مقابل الانضمام إلى ما يسمّى القوة المشتركة أو فصيل السلطان مراد الإرهابي، أو فصيل فيلق الشام الإرهابي.
عملية الانشقاق هذه أدَّت إلى اندلاع اقتتالٍ عنيف بين عناصر فصيلَي “صقور الشمال” و”فيلق الشام” الإرهابيَّين، وذلك في قريتَي شيخورزة ودراقليا في ناحية بلبل بريف عفرين، ما أسفر عن سقوط إصاباتٍ في صفوف المدنيين، نتيجةَ استخدام الطرفين الأسلحة الرشاشة والمتوسطة.
هذا وكانت عناصرُ ما يسمى بـ”القوة المشتركة”، قد حاصروا الأحد، مقراً لقيادة فصيل “صقور الشمال” الإرهابي، في قريو حوار كلس قرب الحدود السورية التركية، وفي ردّه على هذه التحركات، قطع فصيل “الجبهة الشامية” الإرهابي طريقَ كفر جنة، كما منع عناصرَ ما يسمى “القوة المشتركة” من اجتياز مناطق سيطرته.
كما أرسلت الجبهة الشامية الإرهابية، آلياتٍ مدرعةً وأسلحة ثقيلة إلى أطراف قرية حوار كلس، بهدف حماية مقر قيادة فصيل “صقور الشمال” الإرهابي، الذي انضوى حديثًا تحت رايتها، بعد رفضه طلبَ الاحتلال التركي بتسليم السلاح وحل الفصيل بشكلٍ نهائي.