هيئة إحصاء إقليم كوردستان: نطالب بتسجيل المستقدمين لكركوك ضمن محافظاتهم الأصلية خلال التعداد
أكدت هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان ضرورة تسجيل أبناء المكون العربي المستقدمين من المحافظات الأخرى إلى كركوك ضمن محافظاتهم الأصلية، خلال التعداد السكاني الشهر المقبل.
وقال وكيل وزارة التخطيط ورئيس هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان وكالةً، سيروان محمد “نطالب بتسجيلهم ضمن محافظاتهم الأصلية. لا نريد تسجيل المواطنين العراقيين القادمين من المناطق الأخرى ضمن هذه المناطق”، في إشارة إلى المناطق الكوردستانية خارج إدارة حكومة إقليم كوردستان.
وشدد على أن الأحزاب الكوردستانية مجمعة على ضرورة “حل مشكلة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، والنازحين القادمين إلى محافظات الإقليم، قبل إجراء التعداد”، إذ قد يتسبب هذان العاملان بمشاكل في المستقبل ويحولان دون الاستفادة من نتائج التعداد.
لدى التركمان والمسيحيين وبعض العرب ملاحظات أيضاً
رداً على سؤال حول ما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق مع بغداد بشأن آليات تعداد 600 ألف مواطن من المكون العربي الذين استقدموا إلى كركوك، أوضح أن “المشكلة تكمن في عدم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق”.
وبيّن أنه “لو تم التوصل إلى اتفاق، لكان المواطنون الذين استقدموا من مناطق أخرى إلى المناطق الكوردستانية (خارج إدارة حكومة إقليم كوردستان)، وخاصة محافظة كركوك، قد سُجّلوا ضمن مناطقهم الأصلية، وبالتالي لم نكن سنواجه أي مشاكل، ولم تكن الأحزاب التركمانية ولا المسيحية، وحتى بعض الأحزاب العربية، لتواجه مشاكل الآن”.
لكنه أكد على ضرورة “حل مشكلة مئات الآلاف الذين نزحوا إلى هذه المناطق، وليس إلى كركوك فقط”، مشيراً إلى أن وزارة التخطيط العراقية ترى أن “عدّهم صحيح من الناحية الإحصائية، إذ إن ذلك لا يعني إلحاقهم بهذه المحافظة أو تلك”.
وأعرب عن اعتقاده في أن “هذا الأمر يكون صحيحاً لو كان الوضع في البلد طبيعياً ولم تكن هناك خلافات حول هذه المناطق”.
مخاوف من تأثير التعداد السكاني
يبدي المسؤولون الكورد مخاوفهم من أن يتحول التعداد السكاني في العراق، الذي بدأت أولى خطواته مطلع أيلول، والمقرر إجراؤه في 20 تشرين الثاني، إلى سبب جديد لعزل المناطق الكوردستانية خارج إدارة حكومة إقليم كوردستان، لا سيما إذا شمل تسجيل 110 آلاف عائلة عربية استُقدمت إلى المحافظة عقب أحداث 16 أكتوبر 2017.
تسجيل المواطنين من المكون العربي في إقليم كوردستان
فيما يتعلق بتسجيل المواطنين من المكون العربي المقيمين في إقليم كوردستان منذ عام 2003، أشار سيروان محمد إلى رغبة عبّر عنها بـ “وضوح شديد” عضو في مجلس النواب من إحدى المحافظات الوسطى خلال اجتماع في البرلمان بعدم تسجيلهم ضمن إقليم كوردستان.
ونقل عنه قوله: “لا أريد لأولئك الذين انتقلوا من محافظتي إلى مناطق أخرى، وخاصة إقليم كوردستان، أن يسجّلوا ضمن إقليم كوردستان”، وبالتالي فإن “هذه المسألة ليست مشكلة تتعلق بنا فقط”.
وأضاف رئيس هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان: “يريدون تسجيلهم ضمن محافظاتهم، لكي يتمكن هؤلاء المواطنون من الاستفادة من البرامج والخطط التي توضع لمحافظاتهم”، مشيراً إلى أن النقاش مع النواب تركز على النازحين.
أما بالنسبة للمواطنين الآخرين الذين استقروا في إقليم كوردستان منذ 15-20 عاماً، فقد أكد سيروان محمد أنهم “يُسجّلون ضمن سكان إقليم كوردستان”.
البحث عن حلول
وأشار إلى أن مشاكل التعداد في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، وسبل إجرائه، جرى بحثها في اجتماعات مع نائب رئيس البرلمان العراقي شاخوان عبد الله، وأعضاء في المجلس، ووزارة التخطيط العراقية، مبيّناً أن وفد هيئة الإحصاء قدم ملاحظاته بهذا الشأن.
وكان نائب رئيس مجلس النواب العراقي، شاخوان عبد الله، قد بحث مع رئيس هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان، سيروان محمد، والوفد المرافق مشروع التعداد العام للسكان والمساكن 2024، وأهمية الإحصاء لتدوين المعلومات والبيانات لجميع المواطنين في البلاد وتسجيلها بطرق حديثة.
وأكد الجانبان، وفق بيان المكتب الإعلامي لنائب رئيس البرلمان، على “ضرورة مراعاة ما جرى لسنوات من التغيير الديمغرافي وعمليات الترحيل والتهجير والتنقل بين المحافظات”.
في السياق، شدد الطرفان على أهمية “معالجة ملف النازحين في إقليم كوردستان وعدد من المناطق في العراق، وتسجيل بيانات المواطنين على أساس مناطقهم ومحافظاتهم الأصلية”.