دعت 126 منظمة حقوقية وإنسانية في بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاحتلال رأس العين وتل أبيض، إلى إنهاء الاحتلال التركي لتلك المناطق، وضمان العودة الطوعية والآمنة للنازحين، ووقف عمليات التغيير الديمغرافي التي تعاني منها المنطقة.
بدأ الاحتلال في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 خلال العملية العسكرية المسماة “نبع السلام”، مما أسفر عن تهجير أكثر من 200,000 شخص من سكان المنطقة الأصليين. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 85% من سكان رأس العين لا يزالون مهجرين، مع تراجع عدد الكرد في المنطقة من حوالي 75,000 إلى أقل من 50 شخصاً، بينما تناقص عدد الأرمن والسريان والايزيديين إلى ما لا يتجاوز أصابع اليد، وفقاً للبيان.
تشدد المنظمات على أن تركيا، كقوة احتلال، لم تتخذ أي إجراءات ملموسة لحماية المدنيين، بل غضت الطرف عن الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها الفصائل المسلحة المدعومة منها. وأكدت التقارير أن السكان الأصليين يعانون من ظروف إنسانية قاسية في المخيمات، حيث تفتقر هذه المراكز إلى الدعم اللازم والاعتراف الرسمي من قبل الوكالات الأممية.
وأُشير في البيان إلى توطين آلاف العائلات النازحة من مناطق سورية أخرى وعائلات عراقية، بما في ذلك بعض عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في منازل المهجرين. هذه الممارسات تهدد بتغيير الهوية الثقافية والديمغرافية للمنطقة.
أمام هذا الوضع، أكدت المنظمات على ضرورة تحقيق العدالة والمحاسبة للضحايا، مشددة على أن أي تسوية سلمية مستدامة لا يمكن أن تتحقق دون معالجة القضايا الإنسانية والمطالبة بحقوق السكان الأصليين.
كما دعت المنظمات المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات فعالة لإنهاء الاحتلال وضمان حقوق النازحين، والضغط على تركيا لحماية المدنيين ومنع الفصائل المسلحة من ارتكاب المزيد من الانتهاكات.
ADARPRESS #