هناك مزاعم لإحياء محادثات سلام، بمساعي إقليمية، بين تركيا والكرد، ومايتعلق بالهوية الكردية، شعارات براقة نادت بها الدولة التركية لتظهر بأنها تعمل وفق أسس ديمقراطية ودستور، وما كانت الهجمات التركية الاخيرة سوى النتيجة الملموسة عكس لتلك الشعارات، وفق محللي الرأي والسياسة.
وتعليقاً على كل تلك المجريات، تحدث الباحث والمختص في الشأن التركي_الكردي تحفظ عن ذكر اسمه، لموقع” آداربرس”، قائلاً: “في الحقيقة التطورات الإقليمية السريعة في المنطقة هي التي دفعت اتفاق الجمهور الحاكم في تركيا وخاصةً الحرب في غزة ولبنان والتحديات الطارئة دفعت الدولة التركية إلى إعادة ترتيب أوراقه الداخلية والتي تبدأ بالمصالحة مع الكرد وخاصةً بعد تورطه في احتلال الشمال السوري وأجزاء من جغرافية كردستان الغربية والجنوبية وإعلانه الحرب المفتوحة ضد الشعب الكردي وطموحاته القومية بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي المنهار والانقسام الخطير في الشارع التركي عرقياً ومذهبياً وطبقياً والاقتراب من حافة تدهور السلم الأهلي”.
تابع قوله: “وبالتالي كل تلك العوامل ولكي تبقى تركيا دولة إقليمية ذو شأن أجبر النظام الحاكم على التوجه إلى مصالحة داخلية سواءً كانت جادة أو مخادعة، ومن الواضح أنه ستكون هناك مواقف معارضة من دول إقليمية وغيرها وخاصةً إيران وروسيا، وربما عواصم عربية أيضاً، كونها المتضرر المباشر من أية مصالحة كردية – تركية، وذلك بسبب تعارض مشاريعها إقليمياً ودولياً، وربما تحاول العمل في اتجاه إجهاض الصلح المزعوم”.
وأشار: “وعلى أية حال وبغض النظر عن عدم معرفتنا بما يجري تحت الطاولة بما فيها محاولة النظام التركي إبعاد الكرد عن التقارب الحاصل مع المعارضة الداخلية وخاصة حزب الشعب الجمهوري الذي حصل على أكبر عدد أصوات متقدماً على حزب العدالة الحاكم في انتخابات الإدارة المحلية الأخيرة وعوامل أخرى كثيرة كالتمهيد لشرعنة إعادة انتخاب أردوغان وغيرها”.
أكد المحلل السياسي والمختص في الشأن الكردي_التركي، قائلاً: “لذلك فكل هذه المعطيات تشير بأن، الكرد لا يخسرون في الحل السلمي، ولكن لا بد من التحضير له بشكل مسؤول ضمن مطلب خارطة طريق واضحة لحل القضية الكردية بضمانات، والاستعداد لمختلف السيناريوهات الصعبة، والتي تعتبر أصعب من حالة الحرب وأهمها عدم السماح لاختراق الصف الكردي، كي لا يقوم النظام بإنقاذ نفسه مرة أخرى على حساب الكرد وقضيتهم العادلة، كما حصل في ملاز كري ( ملاز كرت ) وجالديران ولوزان”.
المحلل السياسي تطرق في حديثه قائلاً: “ولكي يبرهن اتفاق الجمهور الحاكم عن حسن نيته لا بد أن يخطو خطوات جادة أهمها رفع العزلة عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان وإطلاق سراحه، وكذلك فتح السجون أمام الآلاف من معتقلي الرأي من الكرد بمن فيهم السيد صلاح الدين دمرتاش، والبدء بتطبيق إصلاحات إدارية وخدمية وفصل السلطات وعدم تسييس القضاء والعمل الجاد على إعادة الثقة بين الشارع الكردي والتركي وغيرهم”.
آداربرس/خاص
# ADARPRESS