عندما كانت الإدارة الذاتية تهم بتوزيع مادة المازوت على المواطنين، تحضيراً لفصل الشتاء القادم على الأبواب، تلقى إقليم شمال وشرق سوريا وبدون سابق إنذار ضربات على محطات النفط والطاقة شنتها دولة الاحتلال التركية التي لا تكف عن توجيه التهديد والوعيد ضد الإدارة الذاتية وإقليم شمال وشرق سوريا.
هذه الأحداث تمت في الـ ٢٣ من شهر تشرين الأول المنصرم، واستمرت لأيام عدة، ومن خلالها تكبدت المنطقة خسائر مادية كبيرة في بنيتها التحتية، ناهيك عن خسائر الأرواح والإصابات التي خلفتها الغارات التركية.
وبنتيجة هذه الضربات العنيفة خسر مواطنو شمال وشرق سوريا منابع النفط والطاقة التي كانت تزودهم بالوقود والغاز، وبات المواطنون ينتظرون ليال في طوابير للحصول على “بيدونة” مازوت أو ليترات من البنزين لتوفير وسائل التدفئة لعوائلهم أو لتدبر الوقود لسياراتهم.
تعليقاً على هذا الموضوع، أبدى مواطن في عقده الثالث وأب لثلاثة أطفال، تخوفه من عدم قدرته على توفير الدفء لأبنائه أثناء عودتهم من المدرسة في الأيام الماطرة، وقال: “الشتاء على الأبواب، لقد تسلمت حارتنا مخصصاتها من مازوت التدفئة إلا عائلتي وثلاث عوائل أخرى، بسبب خطأ في بطاقة محروقات التدفئة”.
وأضاف المواطن الذي يقطن في مدينة القامشلي: “وعندما رفع كومين الحي البطاقة إلى مؤسسة المحروقات لتصحيحها، وقبل حتى أن يتم التصحيح قصفت طائرات أردوغان محطات النفط، لذا نخاف أن نقضي شتاءنا بلا بدفئة، لأننا عندما سألنا الكومين عن توقيت ردفنا بالمازوت أجابتنا إدارة الكومين بأنه لا شي يلوح في الأفق، ولكن عند توفرها سنرفدكم بها”.
مواطن آخر من أهالي القامشلي أبدى امتعاضه من استهداف البنية التحتية، وقال عندما وجهنا إليه سؤال، هل تسلمت مخصصاتك من مازوت التدفئة لهذا العام: “ما هو أهم من المازوت أننا بتنا نمضي أيامنا على وقع الضربات التركية التي ترجع المنطقة سنوات وسنوات إلى الوراء، البلدان تتقدم وتتطور ونحن نعود إلى الوراء وكله بسبب وهم الأتراك بأننا نشكل خطراً عليهم، أي خطر نشكله؟ لا نريد سوى حياة كريمة”.
وأضاف: “بالعودة إلى المازوت، لم نتسلم بعد المازوت، لكن وكأن الله يعلم أن أردوغان قطع عنا المازوت لذا يجعل الطقس دافئاً، في السنوات الماضية في مثل هذا الوقت كانت “صوبيتنا” مركبة”.
أخيراً وليس آخراً يبقى كل ما ذكر آنفاً حال المواطنين بسبب فقدان مادة المازوت نتيجة الاستهدافات التركية للمنشآت النفضية بشكل مستمر أمام أعين الضامنين روسيا وأمريكا.
خاص/آدار برس
#ADARPRESS