الكسب، الذي يُعدّ أحد أخطر المهن في العالم، يجبر النساء على قطع مسافات طويلة عبر الجبال الوعرة، حاملات بضائع ثقيلة، سعياً لتأمين لقمة العيش لأسرهن.
تتزايد معاناة النساء الكاسبات في المناطق الحدودية لشرق كوردستان، حيث تتحد الصعوبات الاقتصادية مع المخاطر الأمنية لتشكّل تحدياً يومياً لأعداد متزايدة من النساء اللاتي يخترن هذه المهنة الشاقة.
مخاطر مهنة الكسب وتحدياتها
بحسب مصادر محلية وتقارير إعلامية، تعبر النساء الكاسبات يومياً مسارات شديدة الوعورة مثل هورامان، تويلة، وشاخاو. يواجهن مخاطر الانزلاق من المنحدرات، أو الوقوع ضحايا لانفجار الألغام الأرضية المزروعة في تلك المناطق الحدودية. إضافة إلى ذلك، يتعرضن في بعض الأحيان لإطلاق نار مباشر من قبل القوات الإيرانية، ما يؤدي إلى إصابات بالغة قد تصل إلى الإعاقة أو الوفاة.
تزايد أعداد النساء الكاسبات
في السنوات الأخيرة، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران، ازداد عدد النساء الكاسبات بشكل ملحوظ، حيث تشير تقارير حقوقية إلى أن أعمارهن تتراوح بين 20 و50 عاماً، ويعملن تحت ظروف قاسية ودرجات حرارة متطرفة، سواء في الصيف أو الشتاء.
إحدى الكاسبات التي تحدثت إلى وسائل إعلام محلية، قالت: “نضطر إلى العمل لأننا لا نملك خيارات أخرى. ليس لدينا وظائف، ولا دعم حكومي. الطريق خطر، لكن علينا أن نوفر الطعام لأطفالنا”.
البضائع المنقولة والعوائد المالية
تنقل النساء الكاسبات بضائع متنوعة تشمل الوقود، المواد الغذائية، والأجهزة الكهربائية. يتم شحن هذه البضائع من جنوب إلى شرق كوردستان والعكس، ولكنهن يحصلن على عوائد مالية زهيدة مقارنة بالمخاطر الجسيمة التي يواجهنها.
ردود فعل حقوقية ومطالب بالتدخل
أثارت التقارير المتزايدة عن معاناة النساء الكاسبات ردود فعل منظمات حقوق الإنسان، التي دعت الحكومة الإيرانية إلى توفير بدائل اقتصادية وفرص عمل آمنة. في الوقت ذاته، تواصل الكاسبات العمل في ظل غياب تدخل حكومي فعّال لتحسين أوضاعهن أو حمايتهن من المخاطر.
الحاجة إلى حلول عاجلة
يدعو النشطاء إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النساء الكاسبات، من خلال إنشاء مشاريع اقتصادية في المناطق الحدودية، وتوفير برامج دعم مالي واجتماعي للأسر المتضررة، بما يقلل من الاعتماد على الكسب كمصدر دخل وحيد.
رغم الظروف القاسية والمخاطر اليومية، تستمر النساء الكاسبات في تحدي الواقع والبحث عن سبل لتأمين لقمة العيش. قصتهن تعكس معاناة شريحة واسعة من المجتمع الكوردي في إيران، وتسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى حلول مستدامة تضمن حياة كريمة وآمنة للجميع.
والجدير ذكره إن هذه المهنة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر لا تقتصر على النساء فقط؛ بل يعمل فيها الرجال أيضاً، والسؤال هنا أي فقر وعوز وحاجة يدفع هؤلاء لهكذا عمل؟