عقد مجلس الأمن مساء يوم أمس جلسة خاصة بما جرى ويجري في سوريا، حيث
اشتبكت الولايات المتحدة وروسيا خلال هذا الاجتماع الذي عُقِدَ في نيويورك، بسبب التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا، إذ اتهمت كل منهما الأخرى بدعم “الإرهاب”.
جدل بين أميركا وروسيا
دعا “روبرت وود” نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد في القتال في سوريا وحماية المدنيين، كما عبر عن قلقه من أن الهجوم تقوده هيئة تحرير الشام.
واتهم وود قوات الحكومة السورية، وروسيا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلاً: “إن حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس”.
وفي تصريحات موجهة إلى وود، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في سياق رده: “ليست لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة”.
ورد وود متهماً نيبينزيا بأنه “ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية، لأن موسكو تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف “إن الولايات المتحدة حاربت آفة الإرهاب على مدى عقود، وستواصل فعل ذلك”.
اتهامات متبادلة بين أمريكا وروسيا
ووصفت وسائل إعلام الجلسة بأنها كانت مواجهة وسجال ساخن وحاد بشكل رئيسي بين طرفين – الولايات المتحدة والدول الغربية من جهة في مقابل الحكومة السورية وروسيا وإيران من جهة ثانية، مع وجود عدد من الدول بين الموقفين بشأن التطورات الجارية في شمال سوريا. وحملت الولايات المتحدة والدول الغربية الحكومة السورية مسؤولية ما يحدث بالنظر إلى انتهاجه العنف والحل العسكري منذ البدء، مما قاد إلى هذه النتائج بعد أن ضعف النظام وضعف حلفائه كما قال نائب المندوبة الأميركية.
في المقابل، حملت روسيا والحكومة السورية الولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث بوقوفها وراء دعم فصائل المعارضة السورية.
وفي ظل السجال الحاد كانت أغلبية الدول تتحدث عن ضرورة الحل السياسي الشامل وفق قرارات الأمم المتحدة، إذ رأت الدول الغربية أن النظام السوري لم يكن جاداً بشأنها، وتهرب كثيراً من هذا المسار، مما دفع إلى الحل العسكري.
إحاطة غير بيدرسون
وقدّم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” إحاطة للمجلس بشأن التطورات في الشمال السوري، وطالب في كلمته بالتحرك السريع نحو عملية سياسية جادة تشمل الأطراف السورية واللاعبين الدوليين الرئيسيين لمنع تفاقم الأزمة، محذراً من أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا، وأكد أنه إذا لم يتم خفض التصعيد والتحرك نحو عملية سياسية، فستكون سوريا في خطر شديد.
اتهامات دمشق لتركيا وإسرائيل
من جانبه، اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة “قصي الضحاك” كلاً من تركيا وإسرائيل بالوقوف وراء الهجمات التي تتعرض لها سوريا من قبل الفصائل المسلحة منذ أيام.
وقال الضحاك: “إن الهجوم على شمال سوريا لم يكن ممكناً تنفيذه من دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك، مهدت له اعتداءات إسرائيلية متكررة على الأراضي السورية”.
واعتبر المندوب السوري أن حجم ونطاق الهجوم يوضح الدعم الذي توفره أطراف إقليمية ودولية وجدت في الإرهاب أداة لتنفيذ سياستها الخارجية، واستهداف الدولة السورية، وزعزعة أمنها واستقرارها، والتسبب في معاناة أهلها.