في خطوة غير مسبوقة، أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تحفظه حيال جدوى قانون جديد يقضي بتشديد العقوبة على النساء غير المحجبات في البلاد.
إذ ينص قانون “الحجاب والعفة” الجديد والذي أقره البرلمان، وينتظر حالياً الدخول حيز التنفيذ بعد توقيع بزشكيان في 13 ديسمبر/كانون الأول، على تشديد العقوبات على النساء المخالفات.
ويقضي القانون بفرض غرامات على النساء غير المحجبات، أو اللواتي يضعن الحجاب بشكل غير صحيح في الأماكن العامة أو على شبكات التواصل الاجتماعي، وتتراوح هذه الغرامات بين 110 يورو و2000 يورو، حسب معلومات مراسل إذاعة فرنسا الدولية في طهران.
يجب على سائقي سيارات الأجرة الإبلاغ وإلا سيتعرضون لغرامات مالية
سيتم التعرف على النساء غير المتحجبات أو اللواتي يرتدين الحجاب بشكل غير صحيح من خلال طريقتين. أولاً، عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في المدينة، وخاصة في مراكز التسوق.
إضافة إلى ذلك، هناك “أشخاص موثوقون لدى الشرطة”، الذين يمكنهم الإبلاغ عن النساء غير المتحجبات، عبر إرسال معلومات مثل رقم لوحة سيارة المرأة، أو عنوان المتاجر أو المطاعم التي يتواجدن فيها.
كما يطلب من سائقي سيارات الأجرة الإبلاغ عن النساء غير المتحجبات اللاتي يركبن سياراتهم، وإلا سيتعرضون لغرامات مالية.
وبالإضافة إلى ذلك، يسمح للأجانب المقيمين بشكل قانوني في إيران بالإبلاغ عن النساء اللاتي لا يلتزمن بارتداء الحجاب، علماً أن هناك حوالي ستة ملايين أفغاني وعشرات الآلاف من العراقيين في البلاد.
بزشكيان: “لدي الكثير من التحفظات”
من جهته قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلة مساء يوم الاثنين 02 ديسمبر/كانون الأول على التلفزيون الرسمي “باعتباري الشخص المسؤول عن إصدار هذا القانون، لدي الكثير من التحفظات عليه”.
كما حذر الرئيس الذي تولى منصبه في تموز/يوليو بأن القانون “قد يفسد أموراً كثيرة” في المجتمع وأكد “يجب ألا نقوم بما من شأنه أن يثير استياء الأمة”.
وتجدر الإشارة إلى أن بزشكيان تعهد خلال حملته الانتخابية بأن يسحب من شوارع البلاد عناصر شرطة الأخلاق التي تتكلف بالإشراف على الالتزام ببعض القوانين الاجتماعية في الجمهورية الإسلامية، وفي مقدمها الحجاب الإلزامي لكل النساء.
ويشار إلى أن التظاهرات عمت غالبية مدن إيران وشرق كوردستان على خلفية اغتيال الشابة الكوردية جينا أميني من قبل ما تسمى شرطة الأخلاق، بحجة أنها لم تكن ترتدي الحجاب بشكل يسمح له. راحت ضحية هذه التظاهرات المئات من الشباب والشابات نتيجة قمع أجهزة الأمن الإيرانية. وبالتالي يحاول النظام الإيراني تلميع صورته نزولاً عند مطالب تلك التظاهرات.