مخاوف أمريكية من تنفيذ خلايا نائمة عمليات انتقامية بسوريا

في ظل التطورات المتسارعة في المشهد السوري والإقليمي، تثير مسألة سقوط نظام بشار الأسد وتبعاته مجموعة واسعة من المخاوف لدى الأقليات والمكونات والمجتمع الدولي، وتحديداً المخاوف الأمريكية من تنفيذ خلايا نائمة لعمليات انتقامية.
مصدر أمريكي كشف لـ”سكاي نيوز عربية” أن وزارة الخارجية الأمريكية وجهت دعوة عاجلة لمواطنيها في سوريا للمغادرة، بسبب مخاوف متزايدة من عمليات انتقامية محتملة قد تنفذها خلايا نائمة، أو من خلال عمليات اختطاف أو تسلل عبر الحدود السورية، لافتاً إلى أن هذه الدعوة جاءت بأسباب موجبة تحت مسمى “وضع أمني متقلب وغير قابل للتنبؤ”.
المصدر أشار إلى أن السفارة الأمريكية في الأردن لعبت دوراً هاماً، بالتنسيق مع قنوات أردنية للتواصل مع هيئة تحرير الشام في إطار جهود مشتركة لضبط الأوضاع الأمنية في المنطقة، مؤكداً أن الأردن حافظ على تنسيق عالي المستوى مع القوات الروسية، إضافة إلى الفصائل المسلحة القريبة من حدوده الجنوبية، لضمان استقرار الأوضاع الأمنية قبل سقوط النظام السوري وبعده.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر آخر بأن عدداً من الدول المجاورة لسوريا وجهت تحذيرات سرية إلى أفرادها العاملين داخل الأراضي السورية، شددت فيها على ضرورة توخي الحذر واعتماد تدابير أمنية مشددة لحماية سلامتهم.
هذه المخاوف ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة لتراكمات تاريخية وأحداث متسارعة في المنطقة، وأثيرت مجدداً بعد الإطاحة بنظام الأسد، وتوفر البيئة الأمنية المضطربة في سوريا التي تساعد التنظيمات الإرهابية على تسهيل عمليات تجنيد وتدريب عناصر جديدة لخلاياها النائمة، بالإضافة لاستغلال التوترات الطائفية والعرقية الموجودة في المنطقة لتنفيذ عمليات انتقامية وشن هجمات مفاجئة.
ولمواجهة هذا التهديد توجهت أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني سوري بنداءات للمجتمع الدولي للعمل بشكل جاد على دعم عملية انتقال سياسي سلمي في سوريا، وتقديم المساعدة اللازمة لبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتكفل الأمن والاستقرار.
وفي وقت سابق، ناشدت السفارة الأمريكية في دمشق في بيان رعاياها بمغادرة سوريا، محذرةً المواطنين الأمريكيين غير القادرين على مغادرة البلاد من إعداد خطط طوارئ للتعامل مع المواقف الطارئة.