بحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية المتخصصة في الشؤون الاستخبارية والعسكرية، والتقرير هو عبارة عن مقابلة طويلة أجراها مراسلها (جون وان هلكر) مع الباحث (أرول زيلن) الذي يعمل في معهد واشنطن ومختص في الجماعات الإرهابية، وألف كتاباً عن جبهة النصرة، وأكد (أرول زيلن) خلال المقابلة أن أمريكا طلبت (6) ستة طلبات من الجولاني على شكل أسئلة، وعلى ضوء قبوله بتلك الطلبات أو الأجوبة سوف تقرر أمريكا ما إذا كانت سترفع اسمه واسم جبهته عن قائمة الإرهاب الدولية وتعترف به وبجهته الإرهابية، وتتعامل مع حكمه، والطلبات والأسئلة هي:
1- هل أنت مستعد لمحاربة تنظيم داعش والقاعدة في سوريا؟
أرول زيلن “أي مطلوب منه محاربة رفاقه الإرهابيين الذين كان جزءاً منهم ولا زال جزءٌ من مسلحيه يرفعون رايات داعش والقاعدة. وكلنا يتذكر كيف بايع الإرهابي الدولي محمد الجولاني المصري أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بعد تصفية إسامة بن لادن”.
2- في حال عثرتم على أسلحة كيماوية داخل سوريا هل ستخبرون الجهات الدولية المختصة لتقوم بالتخلص منها؟
أرول زيلن “الأمريكان والإسرائيليين ومعهم الكورد والغربيين يتخوفون من أن تقع أسلحة كيماوية من عهد الطاغية بشار، ويسخدمها هؤلاء الإرهابيين ضد الكورد وإسرائيل والقوات الأمريكية وأهداف غربية وعلوية كنوع من الانتقام”.
3- ماذا ستفعل بالمقاتلين الأجانب المنضوين تحت لواء جبهتك وهم بالآلاف، هل ستفك تحالفك معهم وترسلهم إلى بلادهم وكيف؟
أرول زيلن “جبهة النصرة الإرهابية الداعشية، كما هو معلوم تضم آلاف المقاتلين الأجانب ومن جنسيات مختلفة مثل: الآيغور، الشيشان، العرب، الأتراك، .. وغيرهم من القوميات. وهؤلاء أكثر تطرفاً ووحشية من الدواعش
السوريين ورأينا أفعالهم في شنكال وكوباني والرقة والموصل وحلب وإدلب. جبهة النصرة هي الفرع السوري لتنظيم داعش وليس شيئاً آخر. وهؤلاء الإرهابيين يشكلون خطراً جدياً على المجتمع السوري والدول المجاورة ومن ضمنها إسرائيل”.
4- كيف سيتصرف مع إسرائيل والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؟
أرول زيلن “بمعنى ماذا سيفعل حيال دولة إسرائيل، هل سيعترف بها ويتصالح معها أم سيرفض وجودها ويحاربها لاستعادة الجولان والقضاء عليها”.
وكيف ستتصرف حيال الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بمعنى هل ستدعم الفصائل الفلسطينية وتمنح إقامة لقادة حركة حماس والجهاد والجبهة الشعبية (جماعة أحمد جبريل)؟
هذه القضية مهمة ليس فقط للأمريكان والإسرائيليين وإنما أيضاً للشعب الكوردي في غرب كوردستان، الذي لا يريد أن تتورط سوريا بكوردها وعربها في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وبالنسبة لعموم الغربيين أيضاً هي قضية حساسة وحتى لروسيا”.
5- كيف ستتصرفون مع أو حيال حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين؟
“هل ستتجنبون هاتين الحركتين ولا تفتحون علاقة سياسية وأمنية معها، أم أنكم ستستقبلون قادتها في دمشق وتفتحون لهم المكاتب ومعسكرات التدريب وتدعمونهم بالأسلحة والمال، وتأمنون الحماية لهم وتفتحون جبهة الجولان لمقاتليهم؟
وخاصة أن دويلة قطر طردت قادة حماس من الدوحة، ويبحثون عن مكان يؤويهم، وقادة الجهاد والشعبية – القيادة العامة هربوا من دمشق بعد سقوط الأسد، فيحتاجون إلى بلد يؤويهم”.
6- كيف ستتصرفون حيال الصراع التركي – الكوردي في سوريا؟
” أرول زيلن “كما هو معلوم تركيا تدعم جبهة النصرة وزعيمها الجولاني وبقية الإرهابيين السوركيين مثل أبو عمشة، بينما أمريكا تدعم الكورد، وتحديدآ قوات قسد والإدارة الذاتية. لهذا أمريكا تريد موقفآ واضحآ من زعيم جبهة النصرة محمد الجولاني، وعدم السماح لتركيا في ابتلاع سوريا، ويطالب من تركيا بوقف حربها ضد الكورد وهجماتها العسكرية على منبج وكوباني وكامل غرب كوردستان بشكل كامل، والطلب من تركيا سحب قواتها من سوريا”.
السؤال هنا هو:
- هل فعلآ الجولاني غير قناعته الفكرية والأيدولوجية المتطرفة؟
أرول زيلن “أنا على قناعة راسخة، بأن الإرهابي محمد الجولاني لم يغيير من قناعته الإرهابية الداعشية شيئ، وخير دليل تطير إدلب من الكورد، المسيحيين، الشيعيين، قسم من الدروز، اليساريين، الشيوعيين، الليبراليين وأعدم المئات هذا المجرم لمجرد أنهم كانوا في مؤسسات الدولة السورية، وليس هذا وحسب لا بل من كان طالباً يدرس في جامعتي حلب ودمشق الحكوميتيين”!!!
“فرض هذا الإرهابي المحترف اللباس الأسود الذي يشبه وجهه القبيح على المرأة والنقاب ولباس محدد للرجال، وإطالة اللحية كذنب الحصان، الصوم، الصلاة، والتعليم الإسلامي، وتزويج الفتيات الصغار ومخالفة كل من يشرب الكحول وجلده في الشارع، وضرب كل من يدخن، ومنع مشاهدة التلفزيون”!!!
إخضاع كافة الفصائل لإمرته، وتصفية جميع المنافسين جسديآ، قمع المظاهرات السلمية، المتاجرة بالمخدرات واللحم الأبيض، ومازالت سجونه مليئة بالسجناء ومن ضمنهم صحفيين وكتاب وأصحاب رأي”.
هذه هي إنجازات هذه الإرهابي الداعشي – القاعدي، ولن يغير جلده هذه الأفعى السامة، وكل حركاته القرعة هي من أجل توطيد حكمه لا أكثر”.
- هل فعلآ يؤمن الجولاني بالمساواة بين الكورد والإسرائليين والعرب المسلمين؟
أرول زيلن “أجزم بأن هذا الداعشي المتوحش الذي إسمه الجولاني، بأنه لا يؤمن بالمساواة ولا التعددية ولا التعايش السلمي، لأنه مؤمن بأن كل الناس يجب أن يخضعوا لمشيئتهم أي الإسلام الداعشي، وإما أن يرحل عن هذه المنطقة أو يقطع رأسه، ورأينا أفعالهم الوحشية. وهؤلاء الوحوش لا يعتبرون اليهود بشرآ ولا الأيزيديين وبقناعتهم لا يستحقون الحياة. لذلك التعايش مع هؤلاء الوحوش البشرية مستحيل ولا يؤتمن جانبهم مهما لبسوا لباس غربي وتفوهوا بكلام ناعم”.
- هل الجولاني قادر على الوقوف في وجه تركيا لمنعها من التدخل في الشأن السوري، وتكف بلاها عن الشعب الكوردي؟
أرول زيلن “يمكن للجولاني الوقوف في وجه تركيا وقطر، إذا أخلص النية، وقرر فعلاً الانحياز لسوريا الفيدرالية، الديمقراطية المدنية، والاعتراف بالشعب الكوردي بشكل رسمي، واختيار التعايش السلمي بين الكورد والسنة وبقية السوريين. وسيجد في الكورد والعلويين والدروز وأمريكا والغرب والسعودية والإمارات والأردن سندآ قويآ. لذلك هذا ممكن الأمر يعود لقناعاته وخياراته السياسية، وعدم الرضوخ للمحيطين به من متطرفين”.
- هل الجولاني قادر على لجم الفصائل الإرهابية المنضوية تحت قيادته وخاصة الدواعش؟
أرول زيلن شخصياً لا أدري إن كان قادراً على فعل ذلك، ولكنه إن رغب سيجد كل الدعم من الكورد وقسد وأمريكا بكل تأكيد. وأعود وأقول أن الأمر يتعلق بإرادته وقراره”.
في الختام، الأمر واضح إن العالم الحر ومعه الشعب الكوردي ودول الخليج ومصر والعراق ولبنان وإسرائيل لن يقبلوا بأن تتحول سوريا إلى إمارة إسلامية تحت أي مسمى. فإما أن ينحاز الجولاني وعصابته إلى شعبه والعالم الحر، وينطلق بسوريا إلى أفق رحبة، ويحتضنه الجميع على الأسس التي وضعها له أمريكا والكورد، أو أن يختار الحلف التركي – القطري الداعشي، ويتم القضاء وإرساله إلى
جهنم بأقصى سرعة كما أرسل من قبله رفاقه الإرهابيين وفي مقدمتهم: إسامة بن لادن، الظواهري، الزرقاوي والبغدادي.