بعد اللقاء الذي أجراه وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب للقائد الكردي في زنزانته في سجن إمرالي قبل أيام علقت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني بسي هوزات قائلة: “يجب على الدولة التركية أن تظهر إرادة مبنية على الحل الديمقراطي للقضية الكردية، وإرساء الديمقراطية في تركيا، والقائد آبو هو الفرصة الأخيرة لتركيا”.
أجابت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني بسي هوزات على أسئلة قناة مديا خبر (Medya Haber TV)، وجاء في المقابلة التي أُجريت معها ما يلي:
أجرى وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) لقاءً مع القائد آبو، وفيما يتعلق بهذا اللقاء، نُشرت بعض تقييمات القائد آبو في الصحافة، وفي هذا اللقاء، تحدث القائد آبو عن “المسؤولية التاريخية، التي لم يعد بإمكان المرء تأجيل الحل، بل يمكنه تقديم مساهمة إيجابية في إيجاد الحل، ومن الضروري أن يتحمل البرلمان المسؤولية”، كيف تقيّمون هذه التقييمات بالقدر الذي نُشر في الصحافة؟
في البداية، أهنئ القائد بالعام الجديد، وقد ذكر الوفد الذي أجرى اللقاء أن حالة القائد وصحته جيدة جداً ومعنوياته عالية، ونحن جميعاً سعداء جداً بذلك، وشعبنا سعيد جداً، وعلى هذا الأساس أحيي القائد بكل احترام ومحبة وشوق، وفي الواقع، إن التقييمات المعلنة مهمة للغاية، ومن الواضح أنه تم إجراء تقييمات شاملة للغاية، حيث يعد هذا اللقاء استمراراً للقاء مع عمر أوجلان، وهو أكثر شمولاً وعمقاً، وسيكون من الصحيح تقييمه على هذا النحو، ففي اللقاء الأول، كان القائد آبو قد قال إن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً وأن لديه تلك القوة التي تخوله لنقل القضية من أرضية الصراع إلى الأرضية السياسية والقانونية إذا ما توفرت الظروف الملائمة، وبهذا المعنى كان قد ذكر أنه لديه تلك القوة العملية والنظرية، حيث تم في هذا اللقاء تقييم التطورات في المنطقة بشكل أكثر شمولية، وإن تقييم القائد آبو لمدى خطورة التطورات في المنطقة على الشعوب مهم للغاية في هذه التقييمات بشكل خاص، وفي الواقع، عندما النظر إلى مرافعات القائد آبو ككل، وعند النظر إلى موقفه ومقاومته الممتدة على مدى 26 عاماً في إمرالي، ومواقفه وتقييماته وتصريحاته التي كان يدلي بها من وقت لآخر في لقاءاته مع المحامين، وفي لقاءاته مع وفد حزب الشعوب الديمقراطي في الماضي، يمكننا بسهولة للمرء أن يقول ما يلي، إن القائد آبو يعي جيداً بتعمق وببصيرة عظيمة هذه السيناريوهات والمخططات المظلمة المفروضة على المنطقة والشعوب في المنطقة، ويرى ويحذر منها باستمرار، ويدعو القوى المعنية والدول والسلطات والمعارضة والقوى الديمقراطية والرأي العام إلى أن يكونوا على وعي تام بما يجري، وقد طرح القائد آبو الآن نهجاً مماثلاً مرة أخرى، وبهذا المعنى، إذا اتبعت كل من الدولة والحكومة نهجاً صادقاً وطرحت إرادة الحل، فهو يقول بوضوح أنه بنفسه سيساهم مساهمة كبيرة في ذلك، وأنه يملك تلك القوة النظرية والعملية، ويذكر أنه سيقوم بدوره في هذه المسألة، والآن، ما هي الخطط والسيناريوهات المظلمة الآن؟ هذا أمر مهم، في الواقع، إن الوضع الذي تمر به المنطقة حالياً والتطورات التي يتم معايشتها تجعل الإنسان يخاف، وهذه حقيقة، ويعطي القائد مثال غزة والوضع في سوريا كأمثلة على ذلك، والآن تسعى قوى الحداثة الرأسمالية والهيمنة إلى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، وبهذا المعنى، فإن هذه الخطة ترتكز على أمن إسرائيل، وعلى تأمين قوة إسرائيل في المنطقة ويجري تنفيذها، ونرى من التطورات الجارية في سوريا أن تركيا متورطة أيضاً في هذه المخططات، وبهذا المعنى، فإن هناك مؤامرة كبيرة وفخاً كبيراً يحاكان حاليا من قِبل تركيا، وهذا سيؤدي إلى حصول مشاكل مهمة للغاية وسيجعل المشاكل أكثر تعقيداً، وكما عبّر القائد أيضاً؛ سيجعلها تتفاقم وتتعمق أكثر، فما هو الهدف المطلوب هنا؟ إنه واضح جداً، إذا استمر الأمر على هذا النحو، فإن المنطقة ستشهد حروباً دينية وطائفية وحروباً إثنية وعنصرية، وبهذا المعنى، ستبيد الشعوب بعضها البعض، وهذا أمر خطير للغاية، وسيتحول الشرق الأوسط إلى حمام دم، بعبارة أخرى، التطورات الحالية هي في الواقع تشير إلى ذلك، والتطورات الجارية في سوريا أيضاً هي على هذا النحو، وإذا ما تعمقت هذه التناقضات والصراعات الحالية، فستكون هناك صراعات طائفية رهيبة في سوريا، وسيحدث الشيء نفسه في العراق، وستندلع حرب طائفية وحرب إثنية خطيرة للغاية، وسيكون لهذا الأمر تداعيات خطيرة للغاية على تركيا، بعبارة أخرى، ومن هذا المنطلق، فإن سياسة فرق تسد التي تجعل الشعوب تعادي بعضها البعض وتجعلها تبيد بعضها البعض توضع حالياً على المسرح بطريقة واضحة جداً، وهذه خطة خطيرة للغاية، حيث يتم وضعها على المسرح حالياً ويجري تنفيذها، كما أن تركيا مشمولة في هذه الخطة ككل، وهذا في الواقع يمثل مؤامرة كبيرة، بعبارة أخرى، إنه فخ نُصب ضد تركيا، وهو أيضاً فخ ومؤامرة موجهة ضد شعوب المنطقة.