بالتزامن مع الزيارات التي يجريها قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى تركيا، للقاء رئيس دولة الاحتلال رجب طيب أردوغان، كثفت أنقرة من هجماتها على القرى والمدنيين في دهوك، في خطوة وجدها مراقبون، بأنها تهدف للتوسعة داخل الأراضي العراقية، مستغلة صمت الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.
ويقول المحلل السياسي علي الجبوري، في تصريح لـ “روج نيوز” إن “تركيا تمادت كثيراً في عملياتها داخل الأراضي العراقية بحجج غير واقعية، وهنا على الحكومة العراقية أن تتحرك وبشكل فوري لوقف هذه الانتهاكات، لأن هذه القوات محتلة وتعتدي على مناطق عراقية”.
ويضيف الجبوري، أن “العشرات من العوائل المدنية نزحت وخسرت الكثير من الأرواح بسبب القصف التركي المستمر داخل الأحياء المدنية، لذا نستغرب صمت البرلمان والجهات الحكومية ازاء ذلك”.
ويتابع أن “هناك حسابات عديدة وراء هذه العمليات التركية، على اعتبار أن انقرة لديها اطماع توسعية وينبغي أن لا نسمح لها بالتمدد اكثر مما يحصل”.
يذكر أن المدفعية التركية شنت قصفا عنيفا، يوم أمس، طال محيط قرية سگيري القديمة في جبل متينا بمحافظة دهوك، واستهدفت هذه الضربات القرى والمناطق الجبلية.
ويتزامن هذا القصف مع زيارة أجراها رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني إلى تركيا، التقى خلالها أردوغان ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، وبحث القضايا الاقتصادية والوضع السوري، دون التطرق للتوغل التركي وقتل المدنيين العراقيين في دهوك.
وكانت قوات الاحتلال التركي، قصفت قبل أيام، قمة جبل متينا المطل على الآميدية في دهوك، مسببة خسائر مادية كبيرة.
وعشية العام الجديد، استهدفت المدفعية التركية مناطق جبل كارى وجبل متينا المطلين على قضاء الآميدية شمال المحافظة.
من جانبه، يبين المحلل السياسي محمود الحسيني، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “تركيا ما تزال تطمح لاستعادة مشروع الدولة العثمانية وإحيائه من جديد، وهذا الحلم ما زال يطارد أردوغان الذي لم يدرك بعد التغيير الحاصل في العالم، وان الوضع الحالي ليس كما كان في السابق”.
ويستطرد أنه “على بغداد التحرك بشكل سريع لتثبيت اتفاق جديد مع انقرة يمنعها من الاستمرار بالتقدم في الأراضي العراقية، مع التأكيد على ضرورة خروج قواتها من المناطق التي احتلتها”.
ويؤكد أن “العمليات التركية تجري باتفاق وتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي قدم تسهيلات كثيرة للاحتلال التركي لتنفيذ عملياته”.
وتتعرض دهوك لتوغل تري كبير وخطير، وقصف يومي، حيث سيطرت القوات التركية على أكثر من 50 قرية فيها وأجلت سكانها، إلى جانب إنشاء قواعد عسكرية جديدة، فيها آلاف الجنود.
وسبق لـ”روج نيوز“، وإن كشفت عن مخطط الحزب الديمقراطي الكردستاني في معاونة تركيا بالتوغل داخل العراق، وكيف مهد لها الطريق، وذلك منذ بداية التوغل في العام 2024.
وحتى اليوم، لم يصدر أي موقف من حكومة إقليم كردستان بشأن التوغل التركي، لاسيما وأن الحكومة تحت سيطرة الحزب الديمقراطي، فضلا عن الجانب الاتحادي، حيث تلتزم بغداد الصمت تجاه ما يجري.