أخبار

تفعيل الدور العربي أساسي لمواجهة مخططات تركيا في سوريا

نقلاً//موقع قناة اليوم

بعد سقوط النظام السوري السابق، وانتهاء دور حليفتيه روسيا وإيران بشكلٍ شبه كامل، تحاول تركيا أن تلعبَ دور الوصي والتحكم بمفاصل الحكم والنفوذ بسوريا، تحت يافطة تقديم الدعم العسكري وغيره، لكن مراقبين يرون أن دولاً عربيةً على رأسها السعودية ومصر، لن تسمح لتركيا بأن تحلَّ محل روسيا وإيران

تدخلٌ مباشر متعدد الأوجه للنظام التركي في الشؤون السورية، إذ عَمد بُعيد سقوط النظام السوري السابق، إلى إرسال وفودٍ دبلوماسية وأمنية، في محاولةٍ للتحكم بمفاصل وعُقد الدولة، على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية.

دور روسيا وإيران سقط بشكلٍ شبه كاملٍ مع سقوط بشار الأسد، وهذا ما وجدت فيه تركيا فرصةً للعب دورِ الوصاية، وظهر ذلك واضحاً بتكثيف هجماتها العسكرية في الشمال السوري ضد مناطق الإدارة الذاتية، بغرض تنفيذ عدة أهدافٍ على رأسها احتلالُ أراضٍ جديدةٍ في سوريا، وإفشال تجربة التعايش السِلمي في شمال وشرق البلاد، واستكمال مشاريع التهجير القسري والتطهير العِرقي للكرد، ومنع أي حوارٍ وطني بين الأطراف السورية، وبالتالي إفشال أي فرصةٍ للبدء بعملية انتقالٍ سياسي شاملة في البلاد.

لكن دولاً عربية على رأسها السعودية ومصر والأردن، بدأت هي الأخرى بالتحرك نحو دمشق، لقطع الطريق أمام تركيا بشأن التحكم بمصير سوريا، حيث لم يعد مقبولاً عربياً بأي شكلٍ من الأشكال، أن تقف العواصم العربية الرئيسية في موقف المتفرج، على اعتبار أن سوريا جزءٌ من الجامعة العربية، ولما تشكله هذه البلاد من أهميةٍ جيوسياسية واقتصادية وأمنية.

وبحسب المراقبين، فإن السعودية مثلاً لن تسمح إطلاقاً بأن تحل تركيا محل إيران في سوريا، وترى أن لها الأحقية في لعب الدور الأكبر، لذا تتحرك على جميع الأصعدة، لفك تعقيدات الأزمة السورية، والتنسيق مع القوى الدولية الفاعلة، وهذا ما يفسر إرسال الرياض مسؤولين رفيعي المستوى ورجال أعمالٍ إلى دمشق، والتعبير عن استعدادها لتقديم مساعدات اقتصادية ودعم الاستقرار والتعافي المبكر.

وفي المحصلة، يؤكد مختصون في العلاقات الدولية، أن التنافس لن يغيب بين الدول الإقليمية المهتمة بسوريا، وينطلق ذلك من مبدأ سباق النفوذ، ومن المرجح أن تشهد سوريا تنافساً عربياً تركياً، لكن كفة الجامعة العربية تميل باتجاه تحجيم دور تركيا، لأن العواصم العربية باتت تدرك جيداً أن هناك مخاطرَ كبيرةً تهددها فيما لو سمحت لأنقرة بالتمادي في الشأن السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى