حوادث الفلتان الأمني تستهدف سوريين على الهوية
آمال السوريون بدولة تُحترم فيها الحريات والأعراق والطوائف يتقلص يوما بعد يوم مع حملة تحريض وكراهية واسعة النطاق تستهدف فئات بحد ذاتها، تسفر عن فقدان مدنيين لحياتهم بعضهم تحت وطأة التعذيب ناهيك عن حملة اعتقالات تطال عشرات منهم، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة داخل سوريا وخارجها.
حملة التحريض هذه المرة استهدفت الكرد في مناطق الداخل السوري، إذ تعرض مواطنون كرد أمام نساء كانوا معهم للاعتداء بالضرب على يد عناصر من قوى الأمن التابع للإدارة السورية المؤقتة على حاجز مدخل مدينة حمص أثناء عودتهم من مراجعة طبية من العاصمة دمشق إلى مدينة قامشلي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الاعتداء بالضرب جاء على خلفية احتواء هاتف أحدهم على صورة الفنان الكردي المعروف “جمعة خليل” الملقب “بافي طيار” الذي فقد حياته بقصف مسيرة تركية على سد تشرين، ليتم اقتياد الرجال بعد ذلك إلى جهة مجهولة.
وفي حادثة مشابهة، اعتقلت قوى الأمن التابع للإدارة السورية المؤقتة الأربعاء الماضي، ثلاثة أشخاص من القامشلي عند مدخل مدينة حمص، أثناء عودتهم من دمشق بعد إجراء عمليات ومراجعات طبية، بالإضافة إلى مصادرة سياراتهم وهواتفهم الشخصية، كما أجبروا زوجاتهم على العودة لمنازلهن، في حين تعرض الأزواج الثلاثة للاعتداء الجسدي أثناء نقلهم من الحاجز إلى المركز الأمني، وسط مصير مجهول يحيط بهم.
مدينة حمص شهدت أيضاً مقتل شاب، إثر قيام مسلحين مجهولين بإطلاق النار عليه على خلفية طائفية بحسب المرصد السوري. كما قتل مزارع من منطقة تل كلخ بريف حمص بظروف غامضة أثناء توجهه إلى أرضه.
ليس بعيدا عن حمص وبالتحديد في ريف حماة الشرقي شهدت قرية “تل دهب” ذات الغالبية الشيعية لاقتحام مسلح، حيث أقدم مجهولون على إعدام أربعة أشخاص ميدانيًا قبل أن يلوذوا بالفرار لوجهة غير معلومة.
واستمرارا للانفلات الأمني اعتدت مجموعات مسلحة على منزل في قرية شامية المهالبة بريف اللاذقية، حيث طلب المسلحون تفتيش المنزل وأسقطوا من جيوبهم مخدرات لاتهام سكان المنزل، كما سرقوا مبلغ 1000 دولار أمريكي. ورافقت عملية الاعتداء إهانات طائفية بالإضافة إلى تهديدات بالقتل والاعتداء الجنسي على النساء في حال عدم التكتم على الأمر ليفروا بعدها إلى جهات مجهولة.
وفي جبلة بريف اللاذقية عثر الأهالي على جثة قيادي بمجموعة مسلحة تابعة للمدعو “سهيل الحسن” مع اثنين من مرافقيه، في حادثة أخرى تؤكد استمرار عمليات الانتقام والتصفية الميدانية.