انطلق مهرجان زاكروس السينمائي عبر الإنترنت في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث عرض أفلاماً تروج للثقافة والتراث الكوردي لجمهور عالمي، وفقاً للمنظم.
يهدف المهرجان، الذي بدأ يوم السبت ويستمر لمدة شهر، إلى عرض قصص ونضالات الشعب الكوردي، مما يعكس تجاربهم عبر مناطق مختلفة، مقسمة بالحدود.
وتحدث “سيمون سليماني” منسق المهرجان، ورئيس جمعية صناع الأفلام الكورد في باريس (KOSI) في تصريح صحفي يوم الاثنين (3 شباط 2025) عن أهداف الحدث، مسلطاً الضوء على التمييز المستمر، والقمع المنهجي الذي يواجهه الكورد في مناطق مختلفة، وخاصة فيما يتعلق بحقهم في التعبير عن هويتهم وحرية استخدام لغتهم الأم.
وأوضح سيمون سليماني: “أردنا خلق مساحة حيث يمكن للكورد تجربة السينما بلغتهم الخاصة، خالية من الخوف من الاضطهاد السياسي والضغط الخانق للأنظمة الاستبدادية”، مشيراً إلى أن “الطبيعة الرقمية للمهرجان تسمح للكورد من جميع أنحاء كوردستان – وكذلك أولئك الذين لجأوا عبر العالم – بمشاهدة الأفلام معاً كما لو كانوا في نفس صالة السينما”.
الهدف الثاني للمهرجان هو تقديم السينما الكوردية لجمهور دولي من خلال ضمان توفر الترجمة الإنكليزية لجميع الأفلام.
الأفلام متاحة عبر الإنترنت على الموقع الإلكتروني ليستمتع بها الجميع حتى نهاية شهر شباط.
وصرح سيمون سليماني على موقع المهرجان بخصوص الحدث: “لا يشارك هذا المهرجان جمال وتحديات السينما الكوردية فحسب، بل يوفر أيضاً منصة لصانعي الأفلام الكورد لربط أعمالهم بالجمهور العالمي”.
يتبع المهرجان موضوعاً سنوياً لعرض وتسليط الضوء على الفنانين الكورد من مناطق مختلفة. هذا العام، ينصب التركيز الرئيسي على تقديم المخرجين والقصص من روجافا، ومن بين الأفلام العشرين المعروضة في المهرجان، هناك ثمانية أفلام لمخرجين من روجافا.
وأضاف: “هذا العام، يتجه اهتمامنا إلى روجافا، مسلطين الضوء على الصعوبات الاقتصادية التي تفرضها الحدود الاصطناعية والمحنة المأساوية التي يعيشها العتالون الكورد، العمال الذين يخاطرون بحياتهم في عبور الجبال العالية المغطاة
بالثلوج في كوردستان”، موضحة أن “كوردستان أرض تتسم بالمعاناة والمقاومة، ويسعى مهرجاننا إلى الشهادة على هذا الواقع”.
وقال أيضاً إن الندوات عبر الإنترنت ستُعقد مع الجمهور، مما يسمح للكورد في جميع أنحاء العالم بالمشاركة في الأحداث التي قد تُحظر في وطنهم.
وأوضح أن نسخة العام الماضي، التي تضمنت موضوع روجآفا، لاقت ترحيباً حاراً من الجمهور، حيث اجتذبت 173 ألف زائر.
وتابع: “هذا العام، هدفنا هو الوصول إلى 300 ألف زائر”.
ومن بين الأفلام المميزة هذا العام فيلم “السيمفونيات السبع لزاكروس” للمخرج برويز رستمي، وهو فيلم وثائقي يستكشف فلسفة المقامات الموسيقية السبعة لآلة الشمشال، أقدم آلة نفخ، وأهميتها في حياة أهل زاكروس.
حصل الفيلم على العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم مستقل في الثقافة الأصلية في مهرجان الأفلام الوثائقية الأنثروبولوجية الصربي في عام 2022، إلى جانب العديد من الأوسمة في إيران.